صنفت من بين مناطق الظل بعاصمة الشرق الجزائري، سكانها يتجرعون مرارة العيش وسط ظروف معيشية صعبة، قرية “عين زبيرة” ببلدية عين السمارة، رغم أن موقعها جد استراتيجي باعتبار توسطها لتجمعين سكنيين كبيرين بالولاية، مقر البلدية الأم لعين السمارة من جهة، والمدينة الجديدة علي منجلي من الجهة الأخرى، إلا أنها لم ترق لنيل اهتمام السلطات المحلية التي بإمكانها أن تنتشلها من التهميش واللامبالاة التي طبع سنوات حياة سكان القرية التي تعود لسنوات الاستعمار، يعيشون المحدودية والحاجة لمعظم متطلبات الحياة الكريمة، شبابها يعيش الضياع، سكانها متعبون من قساوة الحياة، أطفالها فقدوا براءتهم من شدة الفقر والحاجة لأبسط الضروريات، هي صور مؤسفة لحياة بدائية وقفت عليها “الشعب أونلاين” في زيارة ميدانية قادتها إليها أين تفاجئنا بالوضعية المحرجة التي يعيش وسطها سكان القرية الذين استقبلونا بحفاوة الكريم متأملين منا أن ننقل انشغالاتهم، لمسامع المسؤولين المحليين والالتفات لمطالبهم البسيطة.
القرية تابعة إداريا لعين السمارة، تعتبر من بين القرى والتجمعات السكانية قديمة الوجود، والتي عرفت هجرة سكانية واسعة منها، خاصة خلال السنوات الأخيرة، بحثا عن مصدر رزق وعن مكان للعيش، حيث اختار بعضهم وضع بيوت قصديرية في أحياء قريبة من عاصمة الولاية للتخلص من العزلة وسط فقرهم الشديد، إلا أن المتبقين فيها اختاروا التمسك بقريتهم، أين تعيش حاليا عائلات كثيرة توسعت بظهور أخرى جديدة من المتزوجين حديثا ولأبناء الساكنين فيها، منهم من توارث سكناتهم من آبائهم وأجدادهم.
السكن الريفي مطلب أساسي يقيهم من قساوة السكن القصديري
من أهم مطالب أهالي قرية “عين زبيرة” تمكينهم من الاستفادة من البناء الريفي الذي يعتبرونه حلا لمشاكلهم الأساسية سيما وأنهم يعيشون وسط بيوت قصديرية هشة لا تليق للعيش الكريم، خاصة أنهم طالبوا رئيس المجلس البلدي في عديد المناسبات والوقفات الاحتجاجية بحصتهم القانونية من هذه الصيغة السكنية، حيث ينتظرون على الأقل حصة ب30 مسكنا ريفيا، وهو المطلب الذي سبق وأخرجهم للشارع والاحتجاج لتلبيته، وقد وعدوا بتحقيقه من قبل مسؤولي البلدية والدائرة ويبقى العائق أمام مشاريع التهيئة وتزويد السكان بما يحتاجونه، حيث أكد مصدر مطلع ببلدية عين السمارة “للشعب أونلاين” أنه فيما يخص مسألة تسوية وضعيتهم اتجاه الأراضي التي يقنطوها قد قدمت البلدية وعودا لمباشرة الإجراءات القانونية اللازمة مع مكاتب الدراسات التي تم تعيينها.
القرية التي تتكون من سكناتهم قمنا بالولوج إليها بدعوة منهم على صورتها الأولى منذ بداية الثورة الزراعية التي يعود تاريخ إنجازها إلى سنوات السبعينات، جدرانها من الطوب وأسقفها من القصدير ما يحول البيوت لمجرد كهوف لا ترقى أن يعيش وسطها إنسان، أغلبها متلاصقة مع بعضها البعض، الساحات المجاورة للسكنات عبارة عن أمكنة لتربية المواشي والدواجن التي يمتهنها رجال ونساء القرية، هذا في غياب طرق أو مسالك تفصل هذه الأخيرة.
بطالة خانقة ونقص مصادر الرزق يؤرق آهالي الزبيرة
اعتاد السكان في ظل نقص العمل وانتشار البطالة العمل في ميدان الفلاحة والرعي وتربية المواشي والدجاج كمصدر رزق هذا في غياب فرص العمل، فيما يؤكد بعضهم أنهم يلجئون إلى العمل اليومي في الورشات السكنية التي يتم إنجازها حاليا، حيث كشف السكان، أن تواجدهم كذلك بالقرب من المنطقة الصناعية لعين السمارة والتي تأملوا أن يحصلوا على منصب شغل إلا أنهم لم يستفيدوا من أي فرصة عمل إلا أن الشركات بالمنطقة الصناعية لم تسع لامتصاص طلبات العمل بالرغم من أنها كانت يمكن أن توفر لهم فرص عمل دائمة، متسائلين عن سبب عزوف أصحاب المؤسسات في ذات المنطقة عن تشغيلهم رغم أنهم تحدثوا عن محدودية مستواهم الدراسي واحترافهم لمهنة الفلاحة فقط.
المحجرة والإنفجارات تثير استياء السكان ومفرغة عمومية تنغص حياتهم
من جهة أخرى، تعرف القرية العديد من السلبيات التي شوهت يومياتهم مسألة المحجرة التي أثرت على أساسات المنازل الهشة.
المحجرة تابعة لأحد الخواص تترك وراءها مخلفات خطيرة في مقدمتها الأتربة والغبار التي تكون بصفة يومية وأثرت على صحتهم وتسببت لهم في أمراض تنفسية، بغض النظر عن الانفجارات والضجيج من جهة وصوت شاحنات النقل الكبرى من جهة أخرى، والتي نغصت عليهم حياتهم وحولت حياتهم لجحيم متواصل وغير ملامح القرية الهادئة، حيث أكدوا على أن التشققات التي أصابت منازلهم كانت بسبب الإنفجارات ما أثر على أساسات منازلهم وزادت من هشاشتها خاصة وأنها لا تملك القدرة على الصمود ويمكن أن تنهار في أية لحظة، هذا ويعاني سكان المنطقة من مشكل عويص نغص عليهم حياتهم وأدخلهم في رحلة البحث عن الحل، والمتمثل في المفرغة العمومية التي أضحت تشكل خطرا على صحتهم، بسبب الروائح الكريهة المنبعثة من المفرغة العمومية حيث أكدوا أنهم لا يستطيعون التنفس جراءها، حيث أثرت بشكل سلبي على صحتهم.
الغاز والكهرباء حلم الطرق والتهيئة.. والمياه لمن استطاع إليه سبيلا
القرية الريفية التي تعتبر منطقة فلاحية بالدرجة الأولى يشتكي سكانها من نقائص يعتبرونها من أهم ضروريات الحياة والتي جاءت في مقدمتها مشكل انعدام المياه وانقطاعها عن منازلهم، غياب الغاز والكهرباء، هي المعاناة التي تدفع بهم للبحث عن ينابيع طبيعية للتزود بالمياه الصالحة للشرب، سكان المنطقة وفي حديثهم لجريدة “الشعب أونلاين” أكدوا على ضرورة توصيل منازلهم بشبكة المياه وكذا الغاز والكهرباء حتى يتمكنوا من العيش بطريقة أحسن وتضمن لهم الحياة الكريمة ذلك بالالتفات لانشغالاتهم سيما مع تصنيفها منطقة ظل وتوفير الإمكانيات التي هم بحاجة إليها بما في ذلك العمل لأبنائهم الذين لا يجدون مخرجا عن شبح البطالة القاتلة لطموحاتهم وإمكانياتهم.
أما فيما يخص الطرقات فهي تتمثل في مسالك وحفر في غياب برنامج لشق الطرقات.