أصبح إلغاء الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن إعلان ترامب، المنتهية ولايته، الذي اعترف فيه بالسيادة المزعومة للمغرب على الأراضي الصحراوية في حكم المؤكّد، خاصة مع الأسماء الجديدة التي اختارها كمساعدين له، لاسيّما في السياسة الخارجية الأمريكية.
لعّل تعيين بريت ماكغورك لمكتب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمجلس الأمن القومي ومبعوثا خاصا لهما، يحمل دلالة واضحة على أن واشنطن سترمي بثقلها لإيجاد حل للنزاع في الصحراء الغربية وفق لوائح وقرارات الأمم المتحدة، خاصة وأن المبعوث الأمريكي الجديد للمنطقة معروف بتعاطفه ومساندته لحركات التحرّر الوطني عبر العالم.
يبدو أن واشنطن ستصحّح الكثير من الحماقات والاختلالات التي تسبّب فيها دونالد ترامب على الصعيدين الداخلي والخارجي، جرّاء قرارات ارتجالية تسبّبت في حرج كبير لها. وقد تزيد سابقة اقتحام الكونغرس الأمريكي، من طرف أنصار الرئيس المنتهية ولايته، من إصرار الإدارة الجديدة على محو كل آثار التركة «الترامبية» من أجل مصالحة أمريكا مع نفسها ومع العالم أجمع، بعد أربع سنوات كانت حبلى بالقرارات المرتجلة التي جاء أغلبها في شكل تغريدات على تويتر قبل أن يتم تعليق حسابه؟.
سيُصاب المخزن – الذي صوّر إعلان ترامب على أنه فتح عظيم- بخيبة أمل كبيرة، عندما يكتشف أنّه حصل على تغريدة لا أكثر. وبالرغم من أن ما أقدم عليه ترامب مجرّد إعلان لا يلزمه إلا هو، فإن وزير الخارجية لم يتوان عن تغليط الشعب المغربي، مدعّيا أن ترامب وقّع مرسوما رئاسيا تنفيذيا، بينما كان يعلم جيّدا أنّه مجرّد إعلان لا يسمن ولا يغني من جوع، سيكون مصيره الإلغاء من طرف الإدارة الأمريكية الجديدة.
إن الشعب المغربي الذي مايزال يعيش تحت وطأة صدمة التطبيع، ستكون صدمته أكبر عندما يكتشف حقائق أكثر مرارة، خصوصا وأن الأمر لا يتعلّق بالتطبيع فقط، لكن بتسليم المغرب على طبق من ذهب للصهاينة، بشهادة الدكتور المغربي أحمد ويحمان، رئيس المرصد المغربي لمناهضة الصهيونية، الذي قال في إحدى المقابلات التلفزيونية، إن الاختراق وصل ممتلكات الأوقاف الإسلامية في المغرب، بعدما أصبح يسيّرها صهيوني يدعى غاي أدرعي، أحد أقرباء وزير الداخلية الحالي في حكومة الاحتلال برئاسة نتانياهو. وأكّد ويحمان أنّ إسرائيل تسعى لتقسيم بلاده إلى ستة كيانات تحت إشراف ما يسمى المرصد المغربي لمناهضة التطبيع؟
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.