أقل من أسبوع، إن لم يعزله الكونغرس، ويستفيق الرئيس الأمريكي ترامب على حقيقة فقدانه للشرعية الشعبية ومن ثمة سقوط كل القرارات التي اتخذها منذ إعلان فوز جو بايدن برئاسة أكبر بلد في العالم، تقع عليه مسؤولية الالتزام بمبادئ وقواعد الأمم المتحدة المسطرة غداة نهاية الحرب العالمية الثانية وأبرزها تصفية الاستعمار وحق الشعوب في تقرير مصيرها.
ترامب تحول في لحظة إلى شخص شبح في بلاد العم سام تطارده اتهامات خطيرة وخسر آخر بريقه في العالم الحر بعد أن تمادى في التصرف خارج القانون الدولي بقراراته السيئة تجاه فلسطين والصحراء الغربية، مديرا ظهره لشعبين يعانيان الاضطهاد ويتمسكان بالشرعية الدولية لاسترجاع الحقوق ضمن قواعد القانون الدولي وبالطرق السلمية التي تضمن الحق في التعبير وتقرير المصير بعيدا عن أي تهديد أو مساومة.
خسر ترامب كل شيء وكأنه يخشى النظر الى الواقع، مفضلا الهروب الى الأمام، بينما المعطيات المستجدة في واشنطن تشير الى أن البيت الأبيض بعد 20 جانفي الجاري سوف يضطر الى إعادة تصحيح المسار تجاه قضايا عديدة أدخلها ترامب بألاعيبه وحساباته المصلحية الضيقة في متاهات تجعل أكبر بلد في العالم يواجه انتقادات تفقده «بريقه» لدى الشعوب الحرة.
بعد صفقة العار ضد فلسطين والقدس، ماذا بقي لقرار ترامب ضد الشعب الصحراوي من مصداقية والرجل فقد كل مصداقية في بلاده وحتى في حزبه الجمهوري وبين مقربيه من ثمة يكون الرئيس الجديد على المحك لإزالة آخر قرارات غريمه الذي يبدو انه اتخذها لجعل بايدن في حرج من أمره وترك أرضية ملغومة. فالمصالح الشخصية والفئوية لدى الرجل المعزول شعبيا أولى ومن أجلها كل شيء قابل للاستعمال، بما في ذلك تقسيم شعبه ولامبالاة في مواجهة فيروس كورونا.
سؤال يطرح حول ما بعد ترامب، هل يبادر خلفه الرجل الذي يبدو «هادئا ومتبصرا ومدركا» لدور الولايات المتحدة الأمريكية في صيانة العلاقات الدولية بإنهاء مخلفات سلفه، فالضرر الذي ألحقه بقراره الجائر مؤيدا لاحتلال المغرب للصحراء الغربية، لا يقل خطورة عن تهاونه في حماية الشعب الأمريكي من وباء كوفيد-19.
إن ترميم صورة أمريكا واسترجاع دورها المعنوي يمر حتما عبر إلغاء مثل ذلك القرار الذي اتخذه شخص هو محل مطاردة من مجلس النواب وفقد آخر قلاعه منها نائبه بنس بعد تعرض مقر الكونغرس لاعتداءات عنيفة من أنصار ترامب.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.