تظهر حلويات الشكولاطة كموضة، ونوع جديد تٌفضل حرفيات واعدات في ولاية البليدة التخصص فيه، كما يختلف عن الحلويات التقليدية التي يحترف تحضيرها الكثير من النسوة في المنطقة، بل يعتمدن عليها كمصدر أساسي لكسب الرزق.
خلال جولة تفقدية قمنا بها إلى مقر غرفة الصناعة التقليدية والحرفيين بأولاد يعيش، والتي تشهد معرضا لمختلف المنتوجات تم تدشينه يوم الإثنين المنصرم ويختتم يوم الخميس تحت شعار “المرأة الحرفية عنصر أساسي للنهوض بالتنمية”، لفتت انتباهنا حلويات الشكولاطا المعروضة في ديكور جذاب ومُنظم.
وتقول الحرفية حياة بن قدور ، أنها تُجيد صناعة مختلف الحلويات، لكنها تُفضل أن تركز جهودها على الحلويات المصنوعة من الشيكولاطا، والترويج لها بالبليدة، وآمل في المستقبل أن أحوز على محل لأزاول به نشاطي.
وقالت صاحبة 20 ربيعا بأنها شاركت في دورات تكوينية داخل الوطن لتعلم أبجديات صناعة حلويات الشكولاطا، كما شاركت في دورة نظمتها شركة فرنسية بتقنية الفيديو عن بعد، كما أنًها طورت مهاراتها في هذه التخصص بمشاهدة الفيديوهات عن طريق تطبيق اليوتوب .
وفي الغالب تعتمد حياة على مادة أولية مستوردة من بلجيكا، وتعرض منتوجاتها في مواقع التواصل الاجتماعي ” فايسبوك” و” إنستغرام”، ولم يمض عن ولوجها هذا المجال إلا ثلاثة أشهر، ورغم ذلك بدأت تجلب الاهتمام بصور ما تصنعه أناملها، والتي تسجل اعجابا معتبرا بها من قبل متتبعيها في العالم الافتراضي.
حلويات محلية خالصة … و محشية بالتوت البري
وتعتمد حرفية أخرى في عقدها الثالث تحدثنا اليها على مواد أولية محلية خالصة، وبدلا من السمن تستعمل جبن البقر، والقمح الكامل وسكر التمر، وتستعمل مواد طبيعية في تحضير الشيكولاطة بنفسي، وتحشو ما تصنعه بالليمون الطبيعي والبرتقال، وكذا ثمار التوت البري، وعلى العموم تسعى جاهدة لتكون منتوجاتها طبيعية وصحية أي بدون مُنكهات وحافظات.
وتقول هذه الحرفية بأن لديها تجربة تُناهز 20 عام في مجال صناعة الحلويات، والتي بدأتها منذ ريعان شبابها، ورغم ولعها بهذه الحرفة، لم ير مشروعها النور لأنها لا تحوز على محل خاص تعمل به، فمنزلها العائلي لا يسمح بتوسيع نشاطها، كما أن طبيعة النشاط تتطلب مكانا واسعا، لأن تحضير الشكولاطة يتم وسط درجة حرارة معينة، و ينجم عنه اتساخ المكان، كما أنه في المنزل يتواجد الأطفال الصغار، وبالتالي من الصعب التوفيق بين العمل والمتطلبات العائلية على حد قولها.
وشاركت في المعرض حرفية تبدو قريبة من سن الأربعين، وبطاولة جميلة تعرض عليها حلويات مصنوعة بالشيكولاطا وأخرى، وبشهادة تأهيل مُنحت لزوجها الذي يملك بطاقة حرفي، وكشفت لنا بأنها تُسوق منتوجاتها في متجر شهير بمدينة البليدة، وباستطاعتها توسيع نشاطها لو يحصل زوجها على محل للكراء من قبل السلطات، وكشفت لنا بأنه قام باستئجار محل لهذا الغرض لكنه توقف عن العمل بسبب وباء كورونا، وحاليا يعمل لدى محل للمرطبات في مجال تخصصه.
حرفية ترغب في اعتمادها كمُكونة
وبمحلها الذي تستأجره بمقر غرفة الحرفيين في أولاد يعيش، كشفت لنا أمال بن شيخ التي بأنها ورثت مهنة صناعة الحلويات عن والدها المتوفى قبل أشهر قلائل، وأنها تجيد صناعة الحلويات العصرية والتقليدية، وأنها ترغب في اعتماده كمعلمة حرفية، وتقصد اعتمادها كمُكونة في مجال تخصصها، وهذا بعد خبرة 40 سنة اكتسبتها وهي تشرف على تكوين الطالبات القادمين مراكز التمهين، وصرحت بالقول :” وزارة السياحة اعتمدت معلمات في الزخرفة والخزف وبعض الحرف إلا الطبخ والحلويات… ” وعن تجربتها أوضحت :” سبق لي المشاركة في قصر المعارض بالعاصمة، وأعتمد على حرفتي في الاسترزاق أي أعيش بها، لقد قمت بإعادة تهيئة محلي بتزويده بغاز المدينة وبمالي الخاص لقد صرفت 45 مليون سنتيم لأجل ذلك، وما أطلبه من السلطات هو اعتمادي كمٌعلمة حرفية ”
خريجة جامعية تتألق في التحف الفنية
بدورها رفعت الشابة ابتسام دلالي التحدي، وقررت توفير مصدر رزق لها، بل تألق بشكل لافت في صناعة التحف الفنية وديكورات التزيين، حيث تقول حول تجربتها:” تخرجت في الجامعة قبل ثلاثة سنوات في تخصص التسويق، وبحثت عن منصب عمل في مجالي ولم أجد، فقررت أن اُشغل نفسي في البيت، في بادئ الأمر كنت أزين بيتي ومع مضي الوقت تبادر إلى ذهني جلب اهتمام الناس بما أصنعه من ديكورات للتزيين، وبدأت في عرضها على مواقع التواصل الاجتماعي، وحاليا أملك صفحة خاصة في ” إنستغرام” وبها أعرض منتوجاتي للبيع، وهي حاملات المفاتيح، إطارات التزيين، القفف، ومختلف التحف الفنية، وبمناسبة الاحتفال بيناير المصادف ليوم 12 جانفي من كل سنة، قمت بإعداد تحف فنية بطابع أمازيغي “.
وتقول صاحبة 27 ربيعا، بأنها تشتغل رفقة بعض أفراد عائلتها الكبيرة، وكل متخصص في حرفة أو حرف يستهويها ويجيد إتقانها والإبداع فيها.
البليدة : أحمد حفاف