حذرت الغرفة الفلاحية لولاية وهران من تواصل زحف مياه السبخة نحو الأراضي الزراعية الخصبة، وشدّدت على ضرورة الشروع في مرحلة الاستغلال الكلي للمياه المعالجة بمحطة تصفية المياه القذرة “الكرمة” في مجال السقي الفلاحي.
وأكد الأمين العام للغرفة، زدام الهواري، في تصريح ل”الشعب أون لاين”أن توسع سبخة وهران التي تعتبر أكبر سبخة في الغرب الجزائري، تفاقم مخاوف تضرر المزيد من المساحات الزراعية، ولاسيما في ظل تواصل ضخ الفائض من المياه الصادرة عن محطة معالجة المياه القذرة في هذه البحيرة.
وأشار في سياق متصل إلى مساحات معتبرة من الأراضي الزراعية الخصبة الواقعة بمحاذاة السبخة الملحية، تحولت من خضراء إلى سوداء قاحلة غير قابلة للزراعة، ولاسيما بالمحيطات الفلاحية التابعة لمسرغين، بوتليليس والسانية.
كما أوضح المصدر ذاته، أنّ المساحة الإجمالية التي استفادت إلى غاية يومنا هذا من المياه المستخدمة في سقي محيط “ملاتة” لم تتعد 500 هكتار، من أصل هكتار 6300 هكتار من المساحة المبرمجة للسقي، موزعة على 3 طبقات: السفلي المتوسط والعلوي.
وأرجع محدثنا أسباب التأخر في تسليم هذا المشروع الذي انطلق فعليا في سنة 2009 إلى عدد من النقائص، أبرزها الأعطاب والتعطلات المستمرة في القنوات، من جهة، ومن جهة أخرى البطء الشديد في تصليحها، وفق تعبيره.
وللوقوف على حقيقة تلك الظاهرة، أجرت “الشعب أون لاين” زيارة ميدانية إلى المنطقة الفلاحية “بريدعة” بدائرة بوتليليس، أين التقت بعديد المزارعين الذين ينشطون بالقرب من السبخة، وكشفت حجم الأضرار والخسائر التي لحقت بأراضيهم التي تحولت مساحات هامة منها إلى أراض بور مهملة، جراء ارتفاع نسبة الملوحة فيها.
وقد عبّر محدثنا عن استغرابهم الشديد لإهمال هذه الظاهرة، رغم التوسع المتواصل للسبخة على حساب المزارع الممتدة من منطقة مسرغين غرب ولاية وهران إلى عين تموشنت، بسبب حركة المياه في باطن الأرض وخارجها، معتبرين أنها مشكلة حقيقية بحاجة إلى تدخل عاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.