بسبب ضعف النتائج، ومع بداية كل موسم رياضي، بدأت كثير من النوادي الجزائرية في التخلّص من المدربين، وفي أيام قليلة غادر مدرب نصر حسين داي نذير لكناوي منصبه، والأمر نفسه حدث مع مدرب اتحاد بسكرة معز بوعكاز ومدرب أهلي برج بوعريريج بلال دزيري.
ومن أجل تحقيق «الديكليك»، كما يقول أهل الرياضة، تنقل بعض صفحات شبكات التواصل الاجتماعي عن «مصادر مطلّعة» قولها، إن إدارة اتحاد بسكرة بصدد التفاوض مع نذير لكناوي وإن «النصرية» تسارع الزمن من أجل التعاقد مع بلال دزيري ولم تجد إدارة أهلي البرج أفضل من معز بوعكاز لتجاوز النتائج السيئة لسلفه دزيري بلال، الذي بدوره سيعمل على محو «كارثة» لكناوي الذي يعمل بدوره على تجاوز كوارث بوعكاز.
يبدو الأمر شبيها بما يحدث في فنون العبث حيث اللامعقول يصبح معقولا، وفق منطق لعبة داخلية ينزاح في بدايتها المنطق لتحوِّل كل الجنون الذي يأتي بعده إلى أمر منطقي.
وبالمنطق نفسه، فإن المدرب الجديد لكل من الفرق الثلاثة، قد ينجح وقد لا ينجح، فإن نجح فإنه يضمن «مصروفة» معتبرة لأشهر عديدة، مدعيا أنه «قام بعمل كبير»، وهو العمل الذي عجز عن فعله عندما كان في ناد آخر فطُرد منه شر طردة، وإن فشل حمّل سلفه المسؤولية وقد يضطر مرة أخرى للانسحاب في انتظار الانضمام إلى ناد آخر وفق اللعبة نفسها والمنطق نفسه.
يشبه الأمر ما حدث في رواية «أحدهم طار فوق عش الوقواق» لكين كيسي، التي تحوّلت في سبعينيات القرن العشرين، إلى فيلم سينمائي ناجح، وهي الرواية التي جرت أحداثها داخل مستشفى للأمراض العقلية، حيث أن الغريب في العنوان هو أن الوقواق طائر لا يمتلك عشا، وكل الأحداث المجنونة تجري فوق ذلك العش الوهمي.
ويبدو أن «أحداث» بطولتنا لكرة القدم لا تختلف عن ذلك العش الوهمي، فرغم الملايير من الدينارات التي تصرف كل سنة، فإن من يصنع أمجاد المنتخب هم لاعبون لا علاقة لهم بهذا العش وهم الذين تربوا بعيدا عنه أو غادروه منذ مدة طويلة.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.