لابد من تشجيع الإنتاج المحلي
لابد من عقلنة الإستهلاك وعلى المواطن تحديد أولوياته
نستهلك سنويا 100 مليون دولار فرينة
أرجع المحلل الإقتصادي محفوظ كاوبي، سبب إرتفاع الأسعار إلى انعدام المنافسة في غياب سوق قوي، وضعف الإنتاج المحلي بالجودة اللازمة، قائلا “من يريد أن يعيش بشرف فلينتج”.
وصرّح كاوبي لدى نزوله ضيفا على منتدى الشعب، أن مداخيل ادولة قد شهدت انخفاضا يقدر بـ 40 بالمائة، لأسباب متعددة منها انخفاض عائدات البترول، لذا فهو يرى أن الاستقرار في أسعار المواد يكمن في عقلنة استهلاك المواطن.
وفيما يخص دعم الأسعار، أكّد كاوبي أن الدولة قامت بدعم الاستهلاك ولم تدعم الإنتاج، وهذا ماشجع على زيادة استهلاك الكماليات، في ظل غياب منتوج محلي يغطي احتياجات المواطن.
وفي السياق، تأسف كاوبي أن الدعم الذي من المفروض أن يحدث المساواة والعدل قد كرّس العكس تماما، حيث أن الممارسات قد حولت النعمة إلى نقمة، وشجعت على الاستهلاك، علاوة على عدم تحديد الطبقات المستفيدة من الدعم، مستغربا أن يدعم حليب الأكياس بينما لا يستفيد حليب الأطفال من الدعم.
وأعطى ضيف الشعب مثالا على تكلفة عملية تحلية المياه، التي تكلف الدولة من 180 إلى 200 دج للمتر المكعب الواحد، بينما يستفيد منها المستهلك بسعر 6دج، معلّقا أن هذا الأمر غير عقلاني.
وأضاف الخبير الاقتصادي، أن الاقتصاد الذي يعتمد بنسبة 97 بالمئة على عائدات المحروقات، من البديهي أن تتأثر عملته بانخفاض أسعار المحروقات، مؤكدا أن قوة العملة مصدرها قوة الانتاج والمنافسة في الأسواق.
وقال متحدث الشعب أن الحلول لابد أن تكون واقعية، كتحسين وسائل الضبط من طرف وزارة التجارة والسلطات المعنية، باعتماد منظومة رقمية فعّالة لمعرفة “من يفعل ماذا”.
وأشار أن تحسين الإنتاج المحلي من شأنه أن يعمل على تحسين القدرة الشرائية للمواطن، وأن يعمل جميع المعنيين على تغيير منطق المنتج والمستهلك.
ويكمن التحدي، حسب الخبير الاقتصادي، في تغيير الذهنيات حتى يستوعب المواطن أولوياته، التي من المفروض أن تكون الصحة والتعليم، قائلا في السياق “نحن نورث الديون لأبنائنا”.