افتتح الجيش الوطني الشعبي العام 2021 بمناورة «حزم»؛ مناورة عكست بعنوانها وعلى أرض الميدان مدى جاهزية واحترافية أفراد قواتنا المسلّحة لدى تنفيذ هذه التمارين بالذخيرة الحيّة وبأسلحة وعتاد جد متطوّر، كما عكست تحكّم جيشنا في التكنولوجيات العسكرية الحديثة التي تروضها أيادي شباب حازمين عازمين على حماية بلادنا وحدودها الممتدة والتصدّي لكل الأخطار والتهديدات، مهما كان نوعها ومصدرها.
اللافت أن الاحترافية لم تقتصر على الجانب العسكري في الميدان وحده ولكن على تغطية هذه المناورات التي تمت باحترافية عالية جدا، من خلال إقحام تقنيات جديدة في التعامل مع الصورة والصوت، جعلت المشاهد يتابع تلك التمارين في أدقّ تفاصيلها، من نقل ما يحدث من داخل قمرة قيادة الدبابة، بداية بحشو المقذوفات بطريقة آلية إلى تصوير فوهات المدافع من الداخل وتصوير الدبابة من أسفل وهي في حالة حركة، ثم الانتقال إلى التصوير الدقيق من لحظة خروج الذخائر الحيّة من مختلف فوهات الأسلحة إلى غاية إصابتها للهدف على الجهة المقابلة وغيرها من المشاهد الحية التي تجعلك تعيش أجواء تلك المناورات وكأنّك في الميدان.
هذه المشاهد والصوّر تعكس مدى إدراك القيادة العليا للجيش لأهمية الجانب الإعلامي ودوره الحاسم في حالتي السلم والحرب، لأن الكثير من الجيوش استسلمت قبل المواجهة بعد تحطيم معنويات أفرادها عن طريق «البروباغندا» والتضليل، مثلما حصل للجنود العراقيين خلال الغزو الأمريكي لبغداد، أو عملية تضليل الجيش النازي في إنزال نورماندي خلال الحرب العالمية الثانية وهذا يؤكّد أن الجيش الذي لا يمتلك منظومة إعلامية سيكون فريسة سهلة للبروباغندا.
لا شك أن العامل الحاسم في المعركة هو المورد البشري والأهم في ذلك أن تكون معنويات الفرد مرتفعة وعزيمته مشحوذة، حينها فقط سيكون قادرا على هزيمة أعتى الجيوش، بينما لا يستطيع الجندي المحبط معنويا والمهزوم نفسيا أن يحرّك ساكنا. ومن لا يتذكّر العسكريين الأمريكيين الذين تم سحلهم وسط العاصمة مقاديشو من طرف صوماليين لا يرتدون أحذية في أرجلهم، لهذا فإن معركة الإعلام ستظّل أم المعارك؟!.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.