أشاد خبراء الزراعة بوهران بمساعي القطاع الحثيثة لتطوير زراعة النباتات الزيتية، في وقت لا تزال فيه الصناعات الزيتية في الجزائر، تعتمد على الزيوت المستورد غير المكررة، والتي تشكل تحديا كبيرا للدولة أمام تداعياتها الإيكولوجية والاقتصادية الخطيرة.
وفي خضم التحديات البيئية والدوافع الاقتصادية المتزايدة، تقصّت “الشعب أون لاين” تجربة زراعة “السلجم” التي شهدتها وهران في أواخر السنة المنقضية 2020 على مساحة نصف هكتار في حقل نموذجي بالمستثمرة الفلاحية “دنوني سيد أحمد” ببلدية بوتليليس، وذلك من خلال نقل آراء المختصين في المجال.
دعوة لدعم جهود تطوير الزيتيات
حيث ثمن الأمين العام للغرفة الفلاحية بالولاية، زدام الهواري هذه التجربة النموذجية التي وصفها بالهامة، داعيا في الوقت نفسه إلى دعم جهود تطوير الزراعات الزيتية التي تعول الجزائر على بعثها في إطار ورقة الطريق التي وضعتها وزارة الفلاحة والتنمية الريفية للخماسي 2020/2024، كما قال.
وأوضح زدام بأنّ فكرة إنتاج السلجم أو “الكولزا، جاءت لعدة اعتبارات، أهمها تراجع عائدات المحروقات من جراء الأزمات الاقتصادية العالمية والتداعيات المتعددة الأوجه والأبعاد لفيروس “كرونا”، وغيرها من العوامل التي بينت مكانة الفلاحة في الجزائر كضرورة حتمية لدعم التنوع الغذائي، وكسب رهان الأمن الغذائي المستدام، وخاصة المواد الإستراتيجية.
كما نوّه السيد زدام الهواري إلى الجهود التي تبذلها الجهات الفاعلة في القطاع لتطوير وتوسيع هذا النوع من الزراعات الزيتية على باقي الإقليم بالولاية، بالنظر إلى أهميتها الاقتصادية، والدور الذي تلعبه في زيادة القدرة الإنتاجية للأراضي وتحسين جودة المحاصيل الزراعية، فضلا علي تثمين مساحات الأراضي البور، وفقما أشير إليه.
توقعات بتحقيق إنتاج وفير من الحبوب
من جانبه، أوضح عضو إدارة الغرفة والخبير في الاقتصاد الريفي، عابد فاتح بأن زراعة “السلجم” “زراعة قديمة جديدة بالنسبة للجزائر، كانت تمارس عبر بعض المحيطات الفلاحية خلال مرحلة الثورة الزراعية في السبعينيات، بالإضافة إلى بعض التجارب الفردية التي أطلقها مزارعة الجهة الشرقية خلال السنوات الأخيرة، قبل أن تتبناها الدولة رسميا خلال الموسم الفلاحي الجديد في مهمة تندرج في إطار الاقتصاد الريفي.”
كما نوه الدكتور عابد إلى الهدف الثاني المتوخى من زراعة السلجم، والمتمثل في الأعلاف، والبروتينات النباتية المستخلصة من بقايا هذه النبتة التي تعتبر الغذاء الأساسي للأنعام، على غرار الصوجا التي تكلف فاتورة استيراد كبيرة، يضيف نفس المتحدث، مبرزا أنّ “السلجم من بين أجود الزيوت، مقارنة بالأنواع الأخرى، نظرا لغناه بحمض “أوميغا 3″ الذي يعتبر من أنواع الدهون النادرة”.
وبخصوص المردودية الممكنة لزراعة السلجم على المستوى الوطني، أوضح الخبير في الاقتصاد الريفي أنّ “المغياثية والظروف المناخية الملائمة بشرق ووسط البلاد تساعد على تحقيق أعلى درجات الإنتاجية، بالمقارنة مع باقي جيهات الوطن، متوقعا في الوقت نفسه تحقيق نتائج أفضل لزراعة الحبوب والسلجم الزيتي بوهران، وذلك بالاستناد إلى المعطيات المناخية الحالية.
9 أصناف جديدة من الحبوب
يذكر أنه تزامنا مع تجربة زراعة “السلجم”، أطلقت عاصمة الغرب الجزائري تجارب أخرى لأصناف جديدة من الحبوب، وهي: سعيدة وريحان الذين ينتميان إلى الشعير، إضافة إلى ماوونديمياس وآزر وhd ومعونة من أنواع القمح اللين، وكذا ثلاث أصناف من القمح الصلب، تتمثل في: بوسلام وسيمنتو وعمار 6، فيما تحتل شعبة الحبوب بالولاية المرتبة الأولى من حيث المساحة، والتي تتراوح بين 50 إلى 55 ألف هكتار.
كما تجدر الإشارة إلى أهمية اليوم الدراسي التقني الذي نظمته نفس الولاية لعرض تجربة المستثمرة الفلاحية دنوني لزراعة السلجم، وذالك بمشاركة الغرفة الفلاحية ومديرية المصالح الفلاحية وديوان الحبوب والبقول الجافة، وكذالك المعاهد التقنية، ومن ببنها المحطة الجهوية للمعهد التقني لحماية النباتات والمعهد التقني للمحاصيل الكبرى لسيدي بلعباس، وكثير من الفاعلين بالقطاع، أين تم تقديم شروح وتفاصيل تخص هذا النوع من الزراعة.