الآن وقد لُبِّيت المطالب ليس أمام عمال مؤسسة «أونيام» سوى التشمير على السواعد من أجل تدارك التأخر المسجل في الدورة الإنتاجية، بفعل إضراب طال أمده، في وقت تواجه فيه المؤسسات الاقتصادية العمومية مرحلة تحول مصيرية تتطلب التزام الشركاء بمضاعفة العمل وإعادة ضبط الأولويات المهنية والاجتماعية إلى حين استئناف الجهاز الإنتاجي عمله.
كلفة مالية ومعنوية معتبرة ترتبت عن إضراب، كان يمكن تجاوزه في وقت قياسي، خاصة وأن معالم البناء الصناعي أصبح واضحا، بالتوجه إلى منظومة إنتاجية ترتكز على الابتكار والتجديد وفقا لمعايير تسمح برفع تحدي المنافسة، خاصة في قطاعي الكهرومنزلي والإلكتروني اللذين يرتكزان على اقتصاد المعرفة بما يتطلبه من انفتاح على الجامعة وتحرير للمبادرة داخل ورشات الإنتاج والأهم إرساء مسار شراكات مع أطراف توجد في السوق للرفع من وتيرة الاستثمار.
إن نجاح مسار الاندماج في الديناميكية الجدية للاقتصاد، يقتضي مراجعة سلوكات الممارسة الإنتاجية وتوسيع مساحة الحوار الاجتماعي حول أهداف اقتصادية بحتة، لا مجال فيها للابتزاز والمساومة، فليس من خطر قاتل للمؤسسة ومهدد لمناصب العمل مثل حشد الطاقات وتجنيد العمال لخوض إضراب ولا يظهر ذلك لما يتعلق الأمر بالعمل وتحسين الإنتاجية ومكافحة التبذير.
قلعة الكهرومنزلي بوادي عيسي ينبغي أن تترجم كل تلك التطلعات المشروعة للعمال في الحفاظ على مورد مالي منتظم، مع تحسين في ظروف الحياة وتوسيع وعاء التشغيل مستقبلا، من خلال زيادة وتيرة النشاط في كافة مواقع الإنتاج وكسر نفوذ تكتلات أمام رد الاعتبار للجهد بعيدا عن أي توظيف أناني للمشاكل المناجيريالية اليومية مما يزيد من تعقيد وضعية نسيج صناعي وطني بالكاد يتأهب للخروج من النفق.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.