رغم التطوّر التكنولوجي الهائل لوسائط التواصل الاجتماعي، لم تفقد وسائل الإعلام الثقيلة دورها في صناعة المشهد الإعلامي وتنوير الرأي العام الداخلي والدولي.
الكثير من الدول أدركت هذا المعطى وسارعت إلى إنشاء محطات تلفزيونية دولية أصبحت تصنع الرأي في الدول الأخرى، بل استطاعت التحكّم في الشارع وتوجيه مجرى الأمور في تلك الدول. ولعّل أحداث ما سمي بـ (الربيع العربي) كشفت حجم الانكشاف الإعلامي للكثير من الدول العربية التي لم تستطع فعل شيء؟.
أحداث (الربيع العربي) لم تكشف هشاشة بعض المنظومات الإعلامية للكثير من الدول ولكن الهّوة الموجودة بين الرأي العام ووسائل إعلام انشغلت بتمجيد الحاكم وإنجازاته وأهملت المواطن الذي لم يجد لا صوته ولا صورته ولا حتى واقعه في إعلام بلده، فأصبح يبحث عن فضاءات علّه يجد الحقيقة التي يبحث عنها… ولكن حتّى هذه القنوات عالية الاحترافية ولأنّها ليست جمعيات خيرية، فهي الأخرى استعملته لتنفيذ أجنداتها الإعلامية.
إن التهديدات متعدّدة الأبعاد التي تحيط ببلادنا والحملات الإعلامية التي تستهدفها، تستوقفنا للتفكير ملّيا في إعلامنا الوطني، خاصة القطاع العمومي منه وفي مقدمته التلفزيون الجزائري، التفكير في كيفية تقوية منظومتنا الإعلامية الوطنية التي لن تتقوّى دون استرجاع ثقة المواطن في هذه المؤسسة وفي غيرها من الوسائل الإعلامية الأخرى، فقدت مفهوم الخدمة العمومية جرّاء ممارسات جعلت رسالتها فوقية أحادية الاتجاه غاب فيها المواطن وانشغالاته؟.
هناك مؤشرات إيجابية من خلال الورشات المفتوحة في مؤسسة التلفزيون العمومي، مثل الأستوديو الجديد للأخبار أو إطلاق البث عالي الجودة «آش- دي» لكل القنوات قبل رمضان – بحسب المدير العام للتلفزيون- وإطلاق قنوات جديدة وغيرها من المجهودات التي تبذلها إدارة هذه المؤسسة، من أجل اللحاق بركب الإعلام الدولي في الشكل والمحتوى، في ظل توفّر إرادة سياسية في أعلى مستوياتها ليكون للجزائر تلفزيون يليق بحجمها وتأثيرها الإقليمي والدولي ولا تبقى في موقع الدفاع عن النفس وهكذا فقط يصل صوتها وصورتها إلى الآخرين عبر وسائل إعلامنا وليس وسائل أخرى تنقل صورة مشوّهة لضرب سمعتها في محيطنا؟
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.