الذي كان محل مضاربة ومزايدة أصبح حقيقة بوصول أول شحنة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا إلى الجزائر، فقد تبيّن الخيط الأبيض من الأسود وسط جدل استغلته بعض الأوساط لترويج مغالطات غير آبهة بالخطر الوبائي.
إنه خطر محدق تم التعامل معه بمسؤولية وجرأة عبّر عنها منذ البداية قرار الرئيس تبون بوضع كل الإمكانيات والوسائل لصالح حماية الشعب الجزائري من جائحة غيّرت العالم والبشرية برمّتها.
لذلك لم يكن غريبا تجنّد كافة المؤسسات يتقدمها الجيش الوطني الشعبي منذ الوهلة الأولى للعدوى بدأت قبل أشهر بجلب وسائل وتجهيزات الوقاية واستمرت أمس بإحضار لقاح «سبوتنيك»، في صورة تحد أخرى تؤكد مدى الالتزام تجاه المواطن والوطن، زمن عالم تطبعه القوّة والأنانية، ليس من اليسير تحقيق ذلك، والجميع يتذكر كيف كان يتمّ تحويل بل قرصنة شحنات للأقنعة الواقية في بداية الجائحة.
هذا الالتزام يطلق إشارة لها دلالات، ينبغي أن تدركها كافة القطاعات الأخرى من حيث احترام الآجال والوفاء بالوعود، وحينها سوف تسجّل حتما خطوات عملاقة في تجسيد البرامج والمشاريع، طالما أنّ المواطن الجزائري يدرج دائما في صلبها.
في أزمات شديدة لا يجد المواطن سوى وطنه الذي لا يعتمد سوى على شعبه لتجاوز الظروف الصعبة وتحصين المكاسب وتوفير المناعة أمام عولمة كشّرت عن أنيابها مبكّرا باستهداف السيادة الوطنية للدول الناشئة وكان الوباء أحد العوامل الخطيرة التي تضرب الأمن الصحي ومنه كل ما يتعلق بالأمن الشامل.
إنّ الاستقرار بكلّ جوانبه يمثل مناعة أمام مخططات تحاك في أكثر من جهة لإعاقة مسار التحوّل الذي تنتهجه الجزائر بعيدا عن أيّ تأثيرات مهما كانت طبيعتها ومصدرها، بوصلتها الوحيدة مصالح الشعب الجزائري فقط، ومن ثمّة لا يقلّ أهمية عن لقاح كورونا في مواجهة ما يدور في أكثر من جهة إقليما وعالميا.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.