غياب الحسّ الحضاري يبقى عنوان الممارسات اليومية التي نلاحظها بأسف شديد والمتعلقة بالسطو على الأرصفة وحواف الطرقات من طرف سكان وتجار في أحياء عديدة من مدننا .. في ديكور « يفسد « المرفق العام بدرجة كبيرة ويظهر « الأنانية الزائدة « التي تبقى في ارتفاع مطّرد.
كيف لا ونحن نقف على ظاهرة « حجز» أماكن ركن السيارات طوال اليوم بوسائل متعددة، « اختراعات « دورية من «حجارة وعجلات مطاطية ومتاريس حديدية» يضعها أشخاص بمثابة « رمز « على أن المساحة أو المكان محجوز، جعلوها ملكية خاصة .. وكثيرا ما عشنا شجارات كبيرة مع من « يتجرأ « ويقدم على نزع « الحاجز « الذي يدل على أن المكان محجوز ويحاول ركن سيارته.
معلوم أن مشكل ركن السيارات واقع معاش يؤرق المواطن في مدننا، لكن أخذ مكان وحجزه بهذه الطريقة سيزيد من المشكل، كون حصص كبيرة في هذه الأرصفة تبقى غير مستعملة بسبب هذا التصرف المشين.
في غالب الأحيان يقدّم الأشخاص الذين يتصرفون بهذا الشكل تبريرات، يزعمون أنها « الأقرب « إلى المنطق، ولا يتقبلون أيّ انتقاد .. وأكثر من ذلك، فإنهم يحاولون إقناع الذين يتساءلون عن الظاهرة بكلمات مفادها أن « الحل الوحيد» لمشكلته هو الطريقة التي وجدها والظاهرة أمام أعيننا …؟
بالتالي، لابد أن يقوم المعنيون بالالتفاتة إلى هذا المشكل الذي أفسد محيط بعض الأحياء بتلك « السلاسل والصخور والعجلات « من جهة ومن جهة أخرى، أن « نظام « المدينة يفرض احترام المساحات العامة أو المشتركة .. ليجد كل واحد ضالته في بيئة ملائمة تنقص بعض المشاكل اليومية الأخرى.
إن التصرف الملائم والمناسب يعطي أريحية لسكان الأحياء، الذين يحتاجون أكثر لتصرفات حضارية من نظافة وتنظيم بسيط واحترام الغير. صحيح من الصعب بلوغ المدينة الفاضلة لكن يمكن بتصرفات بسيطة التمتع بحياة روحها المواطنة.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.