أكّد رئيس جمعية منتجي الحمضيات بتيبازة محمود فرحي على أنّ العرض المسجل هذا الموسم يفوق بكثير الطلب المعبر عنه محليا مما انعكس سلبا على الأسعار التي لم تعد تستجيب لتطلعات المنتجين، مطالبا بضرورة تفعيل آليات التصدير و التحويل .
وقال محمود فرحي بانّ أسعار الجملة حينما تنحدر إلى مستويات 40 و 50 دينارا فهي لا توافق بتاتا مستوى التكاليف المعهود لدى أغلب المنتجين، بحيث تقتضي معالجة أشجار البرتقال والليمون على مدار السنة، اقتناء أدوية باهضة الثمن كما تكلف عملية السقي تكاليف إضافية، ناهيك عن مختلف الأشغال الأخرى المرتبطة بمعالجة المساحات و الحراسة والجني… وغيرها.
وقد أكّد محدثنا أنّ الحل الأنجع الذي بوسعه تشجيع المنتجين على بذل جهود أكبر يكمن في مسارين متكاملين يعنى أولاهما بفتح باب التصدير نحو الخارج بالشكل الذي يعود بالفائدة على الجميع، و يتعلق المسار الثاني بدعم الصناعات التحويلية المرتبطة بهذه الشعبة و هي الصناعات التي تبقى في الغالب حبرا على ورق و لا تستجيب لواقع انتاج الحمضيات بالجزائر.
غير أنّ الأسعار المتداولة بمختلف الأسواق المحلية لا تكون في الغالب في متناول جميع فئات المجتمع باعتبارها مرتفعة نسبيا و لا توافق مستوى القدرة الشرائية للمواطن البسيط، الأمر الذي يؤكد بأنّ المستفيد الأكبر من عملية التسويق هم تجار التجزئة الذين استثمروا في خاصية عدم تلف المنتوج خلال فترة قصيرة على غرار بقية أنواع الخضر و الفواكه، فيما يبقى المنتج بعيدا كلّ البعد عن حقيقة الأسعار المتداولة بأسواق التجزئة.
على صعيد آخر أشار رئيس مصلحة تنظيم الانتاج والدعم التقني بمديرية المصالح الفلاحية سليمان يوس إلى أنّ المصالح الفلاحية ترافق المنتجين على مدار السنة من خلال جملة من العمليات الميدانية ذات الصلة بمعالجة الأمراض الطفيلية و تنويع الفصائل، بحيث أنّها تسعى لتمكين المنتجين من تنويع أشجار الحمضيات للتمكن من الحصول على الانتاج على مدار أطول فترة ممكنة من السنة و التي تتأرجح عادة ما بين شهري سبتمبر و جوان، و بهذه الطريقة يتم توزيع المنتوج و تجنب عرضه في فترات حدية خلال شهري ديسمبر و جانفي مما ينعكس سلبا على لأسعار في هذه الفترة بالتحديد.
وتندرج في ذات السياق عملية غرس 250 هكتار جديدة من الحمضيات وفق طريقة التكثيف هذا الموسم على أن تليها عمليات غرس أخرى خلال موسم قادمة بما يستجيب للرغبة الجامحة للمزارعين في تطوير هذه الشعبة محليا و خاصة حينما يتعلق الأمر بالشركاء الذين أبرموا عدّة صفقات شراكة مع الفلاحين الأصليين في هذا المجال، و ساهم المجلس المهني للشعبة بمعية الغرفة الفلاحية و الأقسام الفرعية للفلاحة في مرافقة المزارعين لمعالجة أشجار الحمضيات من حشرة السيراتيت الضارة و كذا حشرة حفارة الأوراق بحيث تمت برمجة خرجات ميدانية من تأطير مختصين في المجال استفاد منها المنتجون من حيث التدقيق في طريقة المعالجة و توحيد فتراتها الأمر الذي استحسنه المنتجون إلا أنّ الاشكال يبقى قائما في آلية التنسيق بين المعنيين لبرمجة المعالجات بصفة آنية.
وعلى صعيد التوقعات المحتملة لهذا الموسم فقد أشار مصدرنا إلى أنّ المصالح الفلاحية ترتقب إنتاج 1285270 قنطارا من مختلف الأنواع و الفصائل من بينها 94670 قنطارا من الليمون في حين تعنى الكمية الأخرى بمختلف أنواع البرتقال، و هي كميات تقل نسبيا عن تلك التي تمّ جنيها خلال الموسم الفارط، لأسباب يرجعها أهل الاختصاص إلى تعرّض الحمضيات إلى فترة جفاف مطولة نسبيا خلال شهري أفريل و ماي من السنة الفارطة، و هي الفترة الموافقة لعملية الازهار مما أثر سلبا على عملية الاثمار إضافة إلى عدّة عوامل أخرى تعنى بالانتشار المفرط للحشرات الضارة و محدودية السقي التكميلي.