يُواجه الشعب الصحراوي حملة شرسة وأساليب دنيئة من التنكيل الوحشي بسبب تمسكه بكفاحه من اجل افتكاك حريته من الاحتلال المغربي. إرادة قوية وإصرار مستميت تبديه جميع شرائح الشعب الواحد المتفق على كلمة واحدة تتقاطع حول حتمية لا بديل عن استرجاع السيادة وتحرير الوطن من براثين طغيان العدو، هذا ما أجّج من غضب المغرب وجعله يقترف جرائم ضد الإنسانية ويعاقب عليها القانون الدولي وتنبذها الشعوب الحرة وكل الدول الديمقراطية. اليوم شعب آخر مستعمرة بالقارة السمراء توجد حياته في خطر، ويكتم صوت مناضليه وشبابه بقوة التعذيب ولهيب الرصاص.
في صمت دولي تتوالى التصفيات الجسدية وتزداد وتيرة الانتقام وترويع الأبرياء العزل بسبب تمسكهم بأرضهم ورفضهم لقيود الاحتلال. هذا ما صعد من جنون نظام المخزن خوفا من فضح تجاوزاته ولفت أنظار العالم لتصحيح المغالطات التي يحاول المحتل ترويجها، فيقترف في حملته الانتقامية جرائم مخزية يسقط ضحيتها أبناء شعب أعزل، عبر تصفيات جسدية مكثفة في الخفاء، مستهدفة على وجه الخصوص أصوات تطالب بحقها في الحرية، وآخرها كانت عملية اختطاف الناشط الصحراوي الشاب محمد سالم فهيم والعثور على جثته بعد عدة أسابيع في مستشفى مدينة العيون المحتلة متحللة، بسبب انعدام التبريد في غرفة حفظ الجثث بعدما أنكرت في السابق سلطات الاحتلال علمها بمصيره.
ينبغي التعجيل بتجنيد قوة ضغط تضم منظمات دولية وكذا أخرى ناشطة في مجال حقوق الانسان وقوى عادلة للتحرّك في المحافل الدولية والمطالبة بوقف الظلم ومحاكمة المجرمين على كل ما يقترفونه ضد الأبرياء العزل، والبداية تكون من الاتحاد الإفريقي الذي أبان عن مواقفه المنصفة للشعب الصحراوي، لأنه في كل مرة يحاول إسقاط مخططات العدو السامة. وبالموازاة مع ذلك، يجب الاستفادة من المواقف الإيجابية لبعض الدول الأوروبية التي تدعّم حق تقرير الشعب الصحراوي لمصيره، لأن صرخة الشعب الصحراوي يجب أن تصل إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن بشكل عاجل لإطلاع الجميع بالتطورات الخطيرة.
تعزيز الدعم الدولي وتكثيفه وحده ما يضغط على القرارات الجائرة ويوقف الحرب الخبيثة التي يقودها المحتل في استنزاف الثروات الصحراوية، لأن هذا الدعم يمكنه أن يلفت نظر إدارة بايدن لتسرع بتطبيق قرارات الأمم المتحدة وابطال قرار سلفه الجائر، وإنهاء النزاع الذي يعد بؤرة توتر تعصف بأمن شعوب المنطقة.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.