بعد إعلان رئيس الرابطة الوطنية الأسبق محفوظ قرباج نيته في الترشح لرئاسة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم اتصلنا به، حيث أعرب عن أمنيته في أن يكون زطشي منافسه المباشر على رئاسة «الفاف»، كما عاد للحديث عن المطالب بتغيير لوائح الاتحادية في الظرف الحالي، مؤكدا بأن ذلك مخالف للقانون، وانتقد نظام المنافسة الحالي الذي اعتبره جريمة في حق كرة القدم، كما انتقد بشدة بناء الاتحادية لمراكز تكوين وأوضح على أنه في حالة انتخابه سيلغيها نهائيا، كما تطرق للحديث عن الكثير من النقاط، في هذا الحوار:
الشعب أونلاين: أعلنتم نيتكم الترشح لرئاسة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، ما هي الأمور التي شجعتكم على ذلك؟
محفوظ قرباج: أولا شكرا على الاستضافة، لجنة الترشيحات لم تنصّب بعد وعبرت فقط على نية الترشح لرئاسة الفاف، وهو حق من حقوق أي عضو فاعل في كرة القدم الجزائرية، ابتعدت تقريبا لمدة أربع سنوات، وخلال طول هذه المدة شاهدنا الكثير من النقائص، ووقفنا على العديد من المهازل التي وقعت خلال هذه العهدة، عهدة أساءت كثيرا بسمعة الكرة الجزائرية، ولذلك قررت الترشح لرئاسة «الفاف» خدمة لكرة القدم الجزائرية، ومحاولة تطوير وإصلاح ما تم إفساده خلال الأربع سنوات الماضية.
– البعض يقول إنكم رفقة وليد صادي استغليتما فترة رفض ترشح زطشي في عضوية المكتب التنفيذي لـ «الفيفا»، للإعلان عن نية الترشح، ما هي إجابتكم؟
بالنسبة لي كنت قد اندهشت لرفض ملف ترشح رئيس الاتحاد الجزائري لتبوّء منصب المكتب التنفيذي للإتحاد الدولي لكرة القدم لخطأ «صبياني»، عندما نصعد للمستوى العالي يجب أن نكون متيقنين بأننا نقوم بكل كبيرة وصغيرة على أكمل وجه، البعض اعتبر إعلان نية ترشحي استغلال لفترة ضعف رئيس الاتحادية لكن ذلك خاطئ، لأن رئيس الاتحادية الحالي حتى إذا ولو تم رفض ملف ترشحه بعضوية المجلس التنفيذي لـ «الفيفا»، إلا أنه يمكنه الترشح لمحاولة خلافة نفسه على رأس الاتحادية، حاليا زطشي لم يبعد نهائيا من الترشح لعضوية الاتحاد الدولي لكرة القدم، كونه وضع طعنا على مستوى لجنة الترشحات بالفيفا وينتظر الرد، كما أني قلت في تصريح إعلامي سابق أن عهد صناعة الرؤساء قد ولىّ، في السابق كانوا يمنعون بعض الأشخاص للترشح وأتكلم عن دراية لأني شخصيا مُنعت من الترشح في انتخابات 2017، بحجة أنه تم اتخاذ القرار بترشيح شخص وحيد الممثل في رئيس الاتحاد الحالي، وأنا الآن أتمنى أن يترشح زطشي ويكون منافسي على رئاسة الفدرالية، كما أتمنى أن يكون هناك عدة متنافسين على هذا المنصب لأن هذه المرة الكلمة الأولى والأخيرة ستكون للصندوق.
“الفيفا” طالبت بتغيير لوائح الاتحاديات في 2018 ولماذا تطبيقها الآن
– منذ أشهر يبحث زطشي عن تغيير لوائح وسن قوانين ترشح جديدة لرئاسة «الفاف»، لكن وزارة الشباب والرياضة رفضت أي تعديلات على قوانين أي اتحادية، وفي حالة تمكنه من عقد جمعية عامة استثنائية ستمنع رفقة البقية من الترشح لرئاسة «الفاف»؟
كل الزوبعة الإعلامية والاتهامات التي حدثت في الآونة الأخيرة، كانت لمنع المترشحين من منافسة الرئيس الحالي على رئاسة الاتحادية، وذلك ليجد نفسه مرشحا وحيدا مثل المرة الماضية لكي يخلف نفسه، تعليمات «الفيفا» وتوجيهاتها بتغيير لوائح الاتحاديات جاءت سنة 2018، لماذا لم يتم التغيير خلال كل هذه المدة وقبل أشهر عن الانتخابات بدأ التحرك لتغيير اللوائح، القوانين الداخلية تقول أنه يمنع منعا باتا أن تحدث تغييرات على مستوى القوانين الأساسية في السنة الانتخابية.. المترشحون الذين أعربوا عن نيتهم في الترشح فعلوا ذلك بناء على القوانين سارية المفعول حاليا، أما أن تقوم بالتعديلات قبل شهر أو شهرين فهذا لا يحق لك، ثانيا أوجه نداءً على مستوى الاتحادية أو على مستوى السلطات، أصبحنا ننهض وننام على تهديدات مفادها أن الاتحاد الدولي للعبة سيعاقب الجزائر في حالة ما إذا لم نطبق تعليماتها، وكأن هذه الجماعة يهددون الجزائر بـ «الفيفا» وهذا أمر غير مقبول، كفانا تهديدا إذا كنتم متأكدين بأنكم الأفضل توجهوا نحو الصندوق وفوزوا برئاسة الاتحادية وبعدها سنبارك لكم الفوز.
– زطشي وفي حالة رفض طعنه على مستوى الفيفا ستتم معاقبته على الأكثر لمدة سنتين من دون مزاولة أي نشاط متعلق بكرة القدم، وإذا لم يتم تغيير لوائح «الفاف» قبل موعد الجمعية العامة الانتخابية، الباب سيكون مفتوحا لك وللبقية للترشح؟
بما أن القضية لا زالت على مستوى لجنة الطعن بالاتحاد الدولي لن أعلق على هذه النقطة، لكن إذا رفض الطعن ستصدر عقوبة وهنا سيكون كلام آخر، وبالتالي لا يمكننا أن نسبق الأحداث.
– نحن على بعد حوالي شهر ونصف على انتخابات رئاسة الاتحادية، ما هو برنامجكم؟
الآن كل الكلام منصبّ على الفريق الوطني الأول وهو الشجرة التي تغطي الغابة، بالتالي المنتخب نتركه جانبا هناك لاعبين وناخب وطني اسمه جمال بلماضي وكل الجزائر تملك ثقة عمياء في عمله، وبالمناسبة لست أربطه ببرنامج عملي، وارتحت كثيرا للتصريحات التي أكد من خلالها أنه تعاقد مع الاتحادية الجزائرية ومع الجزائر وليس مع الأشخاص، وهو ما يبرهن على احترافيته الكبيرة ومسؤوليته اتجاه عمله، بلماضي وجه رسالة واضحة وقوية لمن كان يحاول الطعن في وطنيته واستغلال وجوده للظفر بسباق الرئاسة، وأكد للعام والخاص أنه ليس مرتبطا بأشخاص بل بوطن، إجابته أوقفت الأغنية التي كانت تؤكد بأن الناخب الوطني يدعم زطشي ودونه لن يواصل العمل، كما قلت الفريق الوطني نضعه جانبا ونواصل دعمه لتحقيق انجازات أخرى، لكن قاعدة برنامجنا ستكون مبنية على الاهتمام بتطوير الكرة المحلية أولا وأخيرا، لأنه خلال الأربع سنوات الماضية لم نشاهد شيء، ووقفنا على تراجع أكبر للكرة الجزائرية، مهازل بعدها مهازل آخرها تغيير نظام المنافسة برابطة محترفة أولى مشكلة من 20 فريقا و38 جولة، والقسم الثاني بـ 36 ناديا، تصوّروا في نهاية الموسم سيسقط 12 فريقا كاملا، وهذا الأمر لم يحدث في أي بطولة بالعالم، لم أشاهد يوما ثلاثة أفواج في بطولة واحدة وفي نهاية الموسم يصعد فريقان فقط، هذه جريمة في حق كرة القدم والرياضة، بأي منطق تم اختيار نظام المنافسة الحالي، وما هي الفائدة من إعادة النظر في نظام المنافسة في الظرف الراهن، البعض قال إن رفع عدد الأندية سيرفع المستوى، بالنسبة لي رفع المستوى يكون بتقليص النوادي.
هناك نقطة أخرى تحدثوا فيها عن التكوين، الآن نحن في نهاية العهدة ولم نقم بشيء، ألغوا مشروع بناء فندق وعوّضوه ببناء مراكز تكوين تابعة للاتحادية، في تصريحاتي السابقة لم أقل يجب أن نتخلى عن التكوين مثلما أرادوا تغليط الرأي العام، أنا قلت ليس من مهام الاتحادية تكوين اللاعبين بل ذلك من مهام النوادي، الاتحادية هي التي تفرض القوانين على الأندية وليس العكس، وقلت أيضا إني ضد سياسة بناء مراكز التكوين في الولايات الأربع الذين تم تعيينهم، كان من الأجدر استغلال المنشآت الموجودة عبر القطر الوطني، وهذا ما تم في النهاية بإعادة ترميم مركز سيدي بلعباس واستغلال مركز خميس مليانة، والسؤال المطروح لماذا نبني مركز بولاية الطارف ولا نستغل مركز سرايدي بعنابة، ولماذا لا نستغل مركز تيكجدة الذي يتوفر على كل الإمكانيات، خصوصا أننا في عز الأزمة والدولة تنادي بترشيد النفقات، بناء أربع مراكز، ألا يعد تبذيرا للأموال ؟
– من كلامكم نفهم أنه في حالة انتخابكم على رأس الاتحادية ستعملون على إلغاء قرار بناء مراكز تكوين «الفاف»؟
بطبيعة الحال، الأولوية استغلال المراكز الموجودة، لأسباب عدة، من بينها أن المراكز المتوفرة لديها ميزانيتها الخاصة وتابعة لوزارة الشباب والرياضة، أعضاء الفدرالية يريدون بناء مراكز تكوين وإقامة أكاديميات بداخلها، لكن السؤال الذي يجب أن يطرح، هل أقيمت دراسة فعلية من حيث ميزانية تسييرها، من أين سيأتون بالأموال لتسيير هذه الأكاديميات في الوقت الذي عجزت فيه الاتحادية الحالية عن جلب أي سنتيم طوال أربع سنوات كاملة، في الظرف الراهن الإمكانيات متوفرة، لكن بعد سنتين أو ثلاث، هل ستبقى الاتحادية بنفس الإمكانيات، وإذا استمرت الأزمة الحالية ستضطر للتسوّل لتوفير أساليب العمل المريحة للفريق الوطني.
– هل ستحتفظون بفكرة إنشاء أكاديميات الاتحادية أم لا، بما أن التجربة الأولى في عهد روراوة كانت ناجحة؟
مثلما قلت لك مشروع بناء مراكز تكوين مرفوض تماما، إذا كان مركز سيرايدي تنقصه ملاعب من الأجدر استغلاله وبناء ملعبين أو ثلاثة للتدرب، وعن الشبان الذين يتكونون في مركز سيدي بلعباس، هل سيشاركون في المنافسات أم لا.
– حسب ما قيل هؤلاء الشباب سيلعبون في بطولات الفئات الدنيا، وبعد تكوين يدوم ثلاث سنوات على الأكثر يتم تنصيبهم في فرق قريبة من مقر إقامتهم.
لكن ما لم يُقال هو أن الاتحادية ستبيع ورقة انتقال هؤلاء اللاعبين للنوادي، الاتحاد ليس له الحق في بيع اللاعبين للنوادي وهذا ليس من مهامه، نتمنى أن يتم إعلام الرأي العام والفرق بأن الطفل الفلاني في نهاية تكوينه سيكون تابعا لفريق مولودية وهران أو فريق آخر.
– هل تقصد الجدل الذي حدث حول انتقال بعض اللاعبين في الفئات الشبانية لنادي بارادو؟
أنا لم أقل شيء (يضحك)، تحدثت في السابق عن هذه النقطة وتم الإجابة على تصريحاتي بأن نادي بارادو لم ينتدب أي لاعب من الأصناف الدنيا، لكن الحقيقة غير ذلك لأن نادي بارادو انتدب لاعبين من صنف أقل من 15 وأقل من 17 سنة، من الشباب الذين عمل معهم بوعلام شارف وسبع وعشيو في مركز سيدي موسى، ومن الشباب الذين عمل معهم الموسم الماضي رزقي رمان، انتدب نادي بارادو تحديدا 17 لاعبا تم انتقائهم للعب بألوان مختلف المنتخبات الوطنية، وإذا تم تكذيب أقوالي سأعلن عن أسماء اللاعبين وسنجدهم بمركز تسالة المرجة التابع لنادي بارادو.
– أكدت منذ قليل أن هدفك في حال انتخابك على رأس «الفاف» سيكون تطوير الكرة الجزائرية، ولبلوغ ذلك يلزم مديرية فنية قوّية وبرنامج عمل واضح المعالم والخطوط، أليس كذلك؟
تحقيق هذا الهدف يتطلب توفر مديرية فنية قوّية تشتغل لمصلحة كرة القدم الجزائرية وليس لمصلحة مسؤولي الفدرالية، أقول هذا وأتوقف.