دعا دكاترة التاريخ بجامعة طاهري محمد ببشار، إلى تسريع كتابة التاريخ المحلي، وضرورة تأسيس مدرسة جزائرية مستقلة لكتابته، والمطالبة باسترجاع أرشيف الفترة العثمانية في الجزائر.
جاء في كلمة الدكتور محمد مقصودة، “لا أحد يستطع أن يزعم أننا لسنا في حاجة إلى الأرشيف، ولكن ليس مقبولا أيضا، ولا معقولا أن نقضي أعمارنا ننتظر في انتظاره، بينما يمكننا أن نجمع شهادات ومذكرات المجاهدين الذي مايزالون على قيد الحياة، وندون الأحداث، ونؤسس أرضية لكتابة تاريخ محلي، وبناء مدرسة تاريخية جزائرية، سعى إليها أول من كتب في تاريخ الجزائر مبارك الميلي، وأحمد توفيق المدني إلى أبو القاسم سعد الله إلى نصر الدين سعيدوني”.
وأضاف “كان همُّ هؤلاء هو تأسيس مدرسة تاريخية جزائرية وفق المنهج العلمي وبعيدا عن العنعنة، ونحن كأساتذة وطلبة ومهتمين بالتاريخ، رهاننا هو كتابة تاريخ محلي”.
كتابة التاريخ المحلي
وتساءل الدكتور سلاماني عبد القادر “هل الأفضل أن نبقى مكتوفي الأيدي ننتظر الأرشيف، أم نكتب تاريخنا المحلي، ونستغل شهادات مجاهدينا الذين لايزالون على قيد الحياة، خصوصا أن ذاكرة الكثير منهم لا تزال تتذكر الأحداث”، ويتابع “طبعا هذا لا يعني ألا نستغل الأرشيف الفرنسي عندما يكون متاحا لنا، لأنه ليس لدينا مصدر أخر غيره، لأن فرنسا هي التي كانت بيدها قوة كتابة التاريخ حينذاك، ونحن نستطيع تناول التاريخ من خلال اعترافاتهم وتصريحاتهم”.
وتحدث الدكتوران خلادي بلهادي ومحمد العيهار، عن إمكانية كتابة التاريخ بدون أرشيف.
أما أن نؤسس لمدرسة جزائرية لكتابة التاريخ، فهذا شيئ جميل، ولكن ـ يقول الدكتور خلادي ـ كيف تكيف الوثيقة أو الأرشيف الذي كتبه الفرنسي، لأن الأرشيف مملوء بالأحداث، ويحتوي على التقارير التي كتبتها الشرطة الفرنسية، وهو ما يجعلنا في حاجة إليه، وليس من المنطق أن نستغني عنه في كتابة التاريخ.
ودعا خلادي إلى ضرورة العمل على إسترجاع الأرشيف العثماني، قائلا “هناك أرشيف عثماني مادي وثري، أخذ من هنا لابد من أن يسترجع، نحتاج إلى مفاوضات جادة لإسترجاعه، على اعتبار أنه يحتوي على مراحل تاريخية هامة، لما قبل الاحتلال وما بعد الاحتلال وإبان الثورة، أما الرواية الشفهية فشيء جميل، لكنها تحتاج إلى مواصفات وانضباط في اخذ الشهادة من حيث الزمان والمكان، ولابد للمؤرخ أن يكون محترفا في استنطاق الذاكرة.
وهو ما ذهب إليه كذلك الدكتور محمد العيهار، في مداخلته خلال ندوة علمية نظمتها كلية العلوم الانسانية والاجتماعية بجامعة بشار، بعنوان “من المحطات الخالدة .. ذكرى الشهيد ” بمناسبة اليوم الوطني للشهيد.