يشتكي سكان مدينة البليدة من تحول أزقتهم وشوارعهم إلى معاقل لبيع المخدرات والمهلوسات، حيث نشر بعضهم رسائلا على صفحة خاصة في الفايسبوك تتولى نشر أخبار المنطقة، وهي أن ظاهرة الإتجار غير الشرعي بالمخدرات ستكون لها عواقب وخيمة أخرى فيما بعد.
ومعلوم أن ولاية البليدة قامت بتدشين ملاعب جوارية مهمة خلال الأيام الأخيرة، والتي يمكن استغلالها من قبل الشباب للتنفس وممارسة الرياضة بدلا من تعاطي المخدرات، لكن ثمة عوامل اجتماعية ونفسية أدت إلى تنامي هذه الظاهرة فأصبحت مقلقة حقا.
ولعل ما يٌفسر أن الإتجار بالمخدرات الذي غالبا من يٌخلف شجارات وسط الأحياء وجرائم قتل بين مروجيها، أصبح يهدد أمن المجتمع والسكينة العامة، هو أن مصالح الأمن الولائي لولاية البليدة، وفي عرضها لحصيلة الجرائم خلال شهر جانفي الماضي، كشفت بأن جرائم المخدرات جاءت في الطليعة.
وعالجت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بالبليدة ، 990 قضية في شهر جانفي، تورط فيها 1256 شخص، حيث صدر في حق 170 منهم امر ايداع، وبلغ عدد القضايا المتعلقة بمكافحة ترويج المخدرات والقضايا العقلية 354 قضية تمت معالجتها، وعرفت تورط 397 شخص، وهو رقم يؤكد استفحال هذا النوع من الجرائم في المنقطة.
و صدر في حق 62 منهم أمر إيداع، 285 استدعاء مباشر، 02 شخصين رقابة قضائية، 19 شخص إفراج مؤقت، 29 شخص حبس غير نافذ، كما تم حجز 50 كلغ و107 غرام من راتب القنب و 14992 قرص مهلوس، و 27 قارورة من سائل مخدر.
ويربط المختصون في علم النفس وعلم الاجتماع، انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات بمشاكل نفسية يعيشها الشباب، مثل التفكك الأسري وعدم توافر فرص العمل أمام الشباب، ولا شك أن الأزمة الصحية العالمية التي تسببها فيها فيروس كورونا زادت الطين بلة، في انتظار النتائج التي سيصل اليها الباحثون في المستقبل القريب.