قال الأمين العام لوزارة المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة خلال إشرافه على احتفالات الذكرى الـ59 للمظاهرات الشعبية بورقلة 27 فبراير 1962 بدار الثقافة مفدي زكرياء بورقلة اليوم السبت، أن هذه المظاهرات أفشلت مخططات المستعمر في فصل الصحراء وكان لها ثمن باهض دفعه أبناء الجزائر على ساحات الوغى.
وأكد أن هذه الانتفاضة الشعبية، شكلت تحديا لتمادي المستعمر في تجاهل ثورة الشعب الشاملة وتطلعه المشروع لتحقيق مصيره، الذي حدده بيان اول نوفمبر 1954، ففي مثل هذا اليوم -كما ذكر- “خرج الأمجاد من أبناء ورقلة المجاهدة في مظاهرات عارمة تلبية لنداء جبهة التحرير وجيش التحرير الوطني، رافعين الرايات الوطنية والشعارات المعبرة عن تحرير الوطن ووحدته…فصنعوا بذلك ملحمة خالدة سيظل يذكرها التاريخ على مر الأجيال”.
كما اعتبر أن هذه المظاهرات، من حيث التنظيم، كانت الدليل القاطع على قوة الثورة وقدرتها على التعبئة ومؤشرا آخر على حتمية نهاية الاستعمار كما عززت القناعة لدى الشعب الجزائري أن رحيل الاستعمار بات وشيكا وأسفرت عن نتائج غاية في الأهمية.
هذا وعرفت فعاليات الاحتفالات بالذكرى الـ59 للمظاهرات الشعبية 27 فبراير 1962 التي نظمت بحضور السلطات المحلية وعدد من المجاهدين وممثلي الأسرة الثورية وكذا فعاليات المجتمع المدني إطلاق الندوة التاريخية المخلدة للذكرى بتأطير علمي للمركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر سنة 1954 تحت عنوان “مظاهرات 27 فبراير 1962…دور الهبة في إفشال المخطط الاستعماري في الصحراء الجزائري”.
وعرفت المناسبة مشاركة كل من البروفيسور بن يوسف تلمساني من جامعة البليدة، والدكتور لخضر عواريب من جامعة ورقلة، والكاتب والباحث سليمان حكوم، بالإضافة إلى إدلاء ببعض الشهادات لمجاهدين عايشوا الذكرى وشاركوا في المظاهرات منهم المجاهد محمد عبد القادر طواهير.
هذا وشهدت الاحتفالات بالمناسبة تنظيم معرض للكتاب التاريخي ومعرض للإنتاج السمعي البصري من إصدارات وإنتاج وزارة المجاهدين والمركز الوطني، لاقى بهو دار الثقافة مفدي زكرياء من خلالهما إقبالا كبيرا للعديد من المواطنين الذين أبوا إلا أن يشاركوا في إحياء الذكرى الخالدة في الذاكرة المحلية كما تجدر الإشارة إلى أن الاحتفالات عرفت أيضا إطلاق عملية تشجير أمام مقبرة الشهداء بورقلة وتسمية الوحدة الرئيسية للجماية المدنية بورقلة باسم الشهيد “محمد بن سالم”.