افتتحت صبيحة اليوم فعاليات الملتقى الوطني للشعر الملحون في طبعته الثانية، بغرداية، مدينة الأصالة والتراث والقصور السبعة، تحت رعاية وزارة الثقافة والفنون، وتنظيم الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، بالتنسيق مع مديرية الثقافة لولاية غرداية، والرابطة الوطنية للأدب الشعبي، وتتواصل الاحتفالية يومي 4 و5 مارس الجاري. وبمشاركة مثقفين وشعراء، وببرنامج ثري يتضمن لقاءات ومحاضرات وقراءات وعروضا موسيقية.
وأبرز مدير الثقافة لولاية غرداية في كلمته “استراتيجية القطاع الرامية إلى تدوين الموروث الشفوي” الذي كان يؤدي دورا إعلاميا مهما في المجتمع آنذاك نظرا لغياب وسائل الاتصال والإعلام المتطورة في ذلك الوقت، فقد قام بمشاركة سكان المنطقة الأفراح والأحزان من خلال هذه الأشعار”، مؤكدا في ذات السياق بأنها “كانت خير وسيلة تلقائية تعبر بها المجتمعات عن ذاتها، فهو لسان حال المجتمع وتطلعاته وآماله في الحياة، وأوضاعه المعاشة”.
كما أكد مدير الوكالة الثقافية للاشعاع الثقافي بن دعماش عبد القادر “أن الجزائر تملك كنوزا دفينة من التراث الشفوي”، معتبرا بأن “هذا التراث ثمين ونفيس متنوع من بينها الشعر الشعبي عامة والملحون خاصة، سواء بالعربية أو باللهجة المحلية لكل جهة من ربوع الوطن حسب القوافي ونطقها”.
وأبرز مشاركون في هذا الملتقى أن أغلبة هذه الأشعار تعرضت للتهميش والنسيان بسبب عدم تسجيله لإنعدام وسائل التسجيل وعدم توثيقه وتدوينه في وقته وممن سمحت لهم لفرصة وذلك نتيجة إنتقاله سمعيا يومها زمان عصرهم
تجري فعاليات هذا الحدث الثقافي الهام بدار سينما مزاب، تحت شعار “الشعر الملحون.. من الشفوية إلى التوثيق”، بغرض إحياء وترقية هذا النوع من الأدب الذي يشكل جزءا هاما من ثقافتنا الأصيلة، والتفكير في إيجاد آليات حفظه والمحافظة عليه، قصد نقله للأجيال اللاحقة.