تحضر إحدى صور التضحيات التي قدمتها المرأة الطبيبة، التي تبادلت تهاني العيد مع ولديها الصغار من وراء باب المستشفى الزجاجي، وهي تذرف دموع الاشتياق وحب التلاقي، بعد أن مضى زمن لم تحضن فيه أولادها ولم تعش ذلك اللقاء العائلي، وهل توجد تضحية أكثر من أن تحرم هي نفسها من عائلتها لتؤدي واجب علاج المصابين من وباء قد يقتلها في أي وقت.
خاضت المرأة الحرب على الوباء في البيت وخارجه واستطاعت لحد كبير أن تفرض سلطتها على العائلة من خلال حرصها الكبير على النظافة المستمرة والتقيد بارتداء الكمامة، وهذا ما قد يؤكد أنها كانت أكثر إدراكا لخطر الوباء الفتاك وتفاعلا مع الإجراءات الصحية.
إضافة لتضحيات وتحديات كثيرة فرضت المرأة الجزائرية من خلالها نفسها في كيفية التعامل مع الطوارئ، خاضت حربا ضارية ضد فيروس كورونا القاتل وأكدت فعاليتها، فقد صنعت فارقا في المجتمع خلال الأزمة الوبائية لا يمكن لأي أحد أن ينكره.
سواء أكانت متعلمة أو لم تجلس قط على مقاعد الدراسة، أو كانت شابة في مقتبل العمر أو مسنّة، كلهن وقفن في جبهة واحدة لمحاربة الفيروس من خلال وسائل بسيطة، التنظيف والتعقيم. في كثير من الأحيان وأنا أمر قرب العمارات، إلا وأسمع صوت إحداهن وهي تأمر بنزع الحذاء قبل الدخول، استطاعت أن تفرض سلوكا يحمي أفراد أسرتها من الفيروس.
لا يمكن إغفال ما قامت به المرأة الجزائرية التي تحملت وطأة الاضطراب الاجتماعي والاقتصادي بنسب مضاعفة مقارنة بالرجل، هي هكذا تبدي قوة كبيرة، فهي في الأوقات الصعبة، يتولد من ضعفها إصرار كبير وعزم على هزم الصعاب ومواجهة كل خطر داهم، فقد تمكنت من إظهار قدرتها على التعامل الفعال مع أزمة فيروس كورونا على عدة مستويات، لقد ساهمت بفعالية في مكافحة الوباء.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.