سيؤثر ارتفاع متوسط درجات الحرارة الصيفية في الشمال، على معدل نمو الأشجار بنهاية القرن الحادي والعشرين، ولكن لن يتناسب امتصاص СО2 طرديا مع ارتفاع درجات الحرارة.
ويشير ألكسندر كيرديانوف، كبير الباحثين في معهد غابات سوكاتشوف التابع لفرع أكاديمية العلوم الروسية في سيبيريا، إلى أن الأشجار ستتوقف عن الاعتماد على درجات الحرارة ولن تتناسب قدرتها على امتصاص ثاني أكسيد الكربون СО2 مع معدل ارتفاع درجات الحرارة.
ويذكر أن مجلة Global Change Biology سبق أن نشرت دراسة أجراها فريق علمي دولي بضمنهم كيرديانوف، حددت نتائجها كيفية تأثير ارتفاع درجات الحرارة على نمو الأشجار في المناطق الشمالية والجبال، وكيف سيؤثر في توسع منطقة الأشجار بمنطقة التوندرا.
وتشير الدراسة، إلى أنه خلال المائة عام الماضية، ارتفعت درجة حرارة الهواء بمقدار 0.8 درجة مئوية. ووفقا للتوقعات، سيستمر ارتفاعها في القرن الحادي والعشرين أيضا. وأدى ارتفاع درجات الحرارة مع زيادة تركيز غاز СО2 في الغلاف الجوي، إلى تسارع نمو الأشجار. ولكن توقع استمرار زيادة سرعة نمو الأشجار بزيادة ارتفاع درجات الحرارة وتركيز СО2 ، ليس له ما يبرره.
ويقول كيرديانوف، “يعتمد نمو الأشجار في الشمال حاليا، قبل كل شيء على تقلبات درجات الحرارة صيفا. وهذا يعني أن أي تغير إيجابي وخاصة في بداية الصيف، يؤدي إلى تسارع نمو الأشجار. وتوجد في بعض المناطق في ظروف معينة، علاقة مباشرة بين درجات الحرارة الصيفية ومعدل النمو. ولكن الأشجار في درجات الحرارة الأعلى من 17-18 درجة مئوية تكون مريحة وملائمة لأنواع معينة من الأشجار وفي مناطق محددة”.
ويشير كيرديانوف، إلى أنه إذا أصبحت درجات الحرارة الصيفية مريحة للأشجار، فإن ارتفاعها لاحقا، لن يكون ملائما بنفس المستوى لنمو الأشجار. أي أن امتصاص СО2 من الغلاف الجوي لن يتناسب طردا مع ارتفاع درجات الحرارة.
وأضاف موضحا، جرى تحديد معدل نمو الأشجار في هذه الدراسة، اعتمادا على نمو الحلقات السنوية. فكما هو معروف، عندما يكون الربيع والصيف أكثر دفئا في الشمال، تحصل الأشجار على دفء أكثر وتكون حلقات النمو السنوية أكير عرضا. وهذا وفقا له، يعني أنه بارتفاع درجات الحرارة، يجب أن تصبح أشجار الشمال عملاقة. ولكن هذا لن يحصل خلال القرون المقبلة.
المصدر: نوفوستي