أحيا العالم، أمس، التظاهرة البيئية العالمية «ساعة الأرض»؛ تظاهرة تعود كل سنة في تكرار لنفس المشهد وهو إطفاء الأنوار عبر كافة دول العالم لمدة ساعة من الزمن في حركة رمزية تذكّرنا بضرورة الحفاظ على البيئة واقتصاد الطاقة الكهربائية.
كثير من الدول الفقيرة تحيي «ساعة الأرض» على مدار أيام السنة مرغمة، لأنّها ببساطة لم تصل إليها الكهرباء وهذا ما يثبت الاختلالات الموجودة في عالم لم يعد فيه للعدالة التنموية مكان، ماعدا شعارات ترفع هنا وهناك من أجل أن يتحمّل المعدومون في نهاية المطاف في هذا العالم تبعات ومخلّفات الدول المتقدّمة، التي وصل بها الأمر إلى درجة شراء حصص الدول المستضعفة في الفضاء من أجل إطلاق المزيد من التلوّث والسموم، لأنّ حصصها لم تعد تكفي لطفرتها الصناعية الهائلة.
خبراء أكدوا أنّ مدينة «لاس فيغاس» الأمريكية يفوق ما تستهلكه من الكهرباء ما تستهلكه الدول الإفريقية مجتمعة وبالتالي ما تفرزه هذه المدينة من تلوّث يفوق ما تفرزه القارة الإفريقية مجتمعة بالضرورة، قارة ما تزال تسير بنمط إنتاج تقليدي لا يمكنه أن يكون السبب وراء الكوارث البيئية، التي يشهدها العالم، كوارث يبقى المسؤول الأول والأخير عنها الدّول الصناعية الكبرى، التي ما إن حقّقت طفرتها الصناعية أخذّت توظّف ورقة البيئة من أجل وقف تطوّر الدول الأخرى، لتستمر في منطق النوادي المغلقة، النادي النووي، الصناعي، المالي…إلخ، لتضمن هيمنتها المستدامة على العالم.
الدّول الصناعية الكبرى أصبحت تستغلّ مثل هذه المناسبات لتقدّم الدروس، بعدما نصبّت نفسها وصيّة على الكثير من القضايا، هاهي اليوم تقدّم الدروس في كيفية الحفاظ على البيئة واقتصاد الطاقة، بينما هي المتسبّب الأوّل والأخير في كل الكوارث البيئية التي أنتجتها بسبب الوتيرة الصناعية الهائلة التي لم تحترم البيئة يوما، ولكن عندما يتعلّق الأمر بالمناسبات الموجّهة للاستهلاك تطلب من الجميع البكاء على الأطلال.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.