قبل حوالي شهرين، انتبه قرّاء الأدب في الجزائر، إلى رواية صدرت قبل سنتين من الآن ولم يلتفت إليها إلا القليل، وهي «اختفاء السيد لا أحد» لأحمد طيباوي.
ولأن الرواية متوفّرة في مواقع القرصنة، فقد نالت حظا كبيرا من التحميل مثلما حقّقت الطبعة الورقية التي كانت مكدّسة مبيعات معتبرة، تضاعفت مرة أخرى بداية مع الإعلان الرسمي عن جائزة «نجيب محفوظ» التي ترعاها الجامعة الأمريكية بالقاهرة.
وقبل ذلك، كانت المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية قد «غامرت» في بدايات تسعينيات القرن العشرين، بنشر رواية لكاتبة «مغمورة» اسمها أحلام مستغانمي، بعنوان «ذاكرة الجسد» وبقيت تلك الخمسة آلاف نسخة من تلك الطبعة مكدّسة في المخازن إلى أن ظهر في إحدى القنوات التلفزية اللبنانية الفنان المصري الراحل نور الشريف الذي تحدّث عن آخر رواية قرأها وأعجب بها.
وحدث ما يشبه «التسونامي»، حيث توالت طبعات الرواية إلى العشرات وأصبحت صاحبتها الأشهر عربيا، وتمكنت «المؤسسة الوطنية للفنون المطبعة» من «التخلص» من ذلك المخزون الكبير الذي نام سنين عديدة.
فلئن كان الأدب بضاعة كاسدة على العموم في بلادنا، فإن الوصفة السحرية لتجنّب هذا المأزق، هو الفوز بجائزة في المشرق إن كان الإصدار باللغة العربية، أو في دولة أوروبية إن كان الإصدار باللغة الفرنسية، فأن تنجح في بلدك لا سبيل لك إلا أن تأتي محمولا على الأكتاف من الخارج، فزيادة على القيمة المالية التي تكسبها، فإن الإعلام نفسه الذي كان يتجاهلك قبل أشهر، يعود ويتمنى أن يحظى منك بحوار أو تصريح.
ولأن الجوائز في بلادنا شبه غائبة ومع غياب سياسة صناعة النجوم، فلا سبيل أمامنا إلا استيراد نجومنا في الأدب والفن من الخارج، مثلما نستورد نجوم كرة القدم من المدارس الأوروبية وهم الآن يصنعون فرحة الملايين من الجماهير المغلوبة على أمرها.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.