أطفأ الترجي الرياضي القالمي الشمعة السابعة والتسعين.. السرب الأسود كما يحلو لمحبيه تسميته كان لوقت غير بعيد منارة مضيئة في تاريخ الرياضة الجزائرية والعربية..
أبناء الجيل الحالي يجهلون تاريخ فريق، أبهر متتبعيه في عصره، له تاريخ حافل وشكل مدرسة كروية في خمسينيات القرن الماضي، مثله مثل وفاق سطيف، وحمراء عنابة، وشبيبة سكيكدة، وشباب قسنطينة.
فريق كان يعتمد على اللاعبين المحليين دون الحاجة إلى لاعبين أجانب.
لعب الترجي دورا كبيرا في تدعيم أكبر الفرق الوطنية باللاعبين، وقدم الكثير من النجوم للكر
ة الجزائرية، منهم سريدي وحشوف وفريد غازي وصالحي عبد الوهاب، وفوزي كردوسي المدعو “كرابا”.
إضافة إلى بعض اللاعبين في السنوات الأخيرة على غرار أمير سعيود وعبد المالك زياية.
بطل شمال افريقيا للأندية البطلة سنة 1955
كان الترجي الرياضي الاسلامي القالمي، في فترة الخمسينيات، من أقوى الفرق الجزائرية.
حقق النادي بطولة رابطة قسنطينة الجهوية سنة 1955، ما منحه بطاقة المشاركة في بطولة شمال إفريقيا.
تنافس الترجي القالمي مع أبطال البطولات الجهوية الأخرى، على غرار نادي الترجي التونسي، والغالية الجزائر وكذا سبورتينغ بلعباس، والوداد البيضاوي المغربي.
احرز الفريق كأس بطولة شمال أفريقيا سنة 1955 بالدار البيضاء المغرب، أمام الوداد البيضاوي، وكان هدا اللقب هو أول لقب قاري للجزائر، ولم يسعفه الحظ بعدها أن يحصل على أي بطولة أخرى…
مجاهدون داخل وخارج البساط الاخضر
سويداني بوجمعة، اسم مسجل بدفاتر تاريخ الجزائر كعضو مجموعة الإثنين والعشرين التاريخية، المفجرة للثورة المباركة.
سويداني، الذي يحمل ملعب الترجي حاليا إسمه، كان عضوا بارزا في جمعية الترجي القالمي، الذي لم يكن فريق كرة قدم، بل مدرسة حقيقية لتكوين الوطنيين، أمثال الشهداء سويداني مجمعة وعلي عبدة، وحرشة حسان.
تغير إسم الفريق
يفهم من كلمة إسلامي، انه تميز عن الفرق الفرنسية، تعبيرا عن مدى تمسك الجزائريين بهويتهم العربية الإسلامية.
زفّ الفريق 6 شهداء في أحداث 08 ماي 1945 لترتفع الحصيلة في نهاية ثورة التحرير، الى 42 شهيدا.
وكان هذا الرقم سببا في تغيير ألوان النادي من الأزرق الى الأسود والأبيض حزنا على ضحايا المجازر.
البحث عن المجد المفقود
اليوم كل ذلك المجد أصبح حبيس الذاكرة.
الفريق العريق يبحث عن استعادة مجده وصورته، التي تأثرت طيلة سنوات، بعدما أصبح ينشط الآن في الأقسام الدنيا، وتحديدا في بطولة القسم الوطني الثاني هواة.
ورغم احتلاله المرتبة الاولى حاليا لكنه يعاني ضائقة مالية، إضطرت إدارة النادي لإعلان استقالة جماعية في حالة لم تكن هنالك مساعدات.
وأكد رئيس النادي الرياضي القالمي شرقي رياض أن ادارته تعبت من تسيير النادي من مالهم الخاص، مناشدا السلطات المعنية، ووزير الرياضة، الالتفاف حول أعرق النوادي الجزائرية، ومساعدتها على الوقوف من جديد، والنظر إليها على أنها جزء من تاريخ الجزائر المجيد وليست مجرد أندية كرة قدم.