ما تمرّ به البلاد يستدعي درجة عالية من الحذر، في الظاهر حركة احتجاجية حققت في بدايتها المطلوب وأعادت القطار إلى السكة بعد انحراف مُكلف، وفي الخلفية الإقليمية والدولية، يلفها رداء رمادي تختفي وراءه قوى الاستعمار الجديد في ثوب ديمقراطية مغشوشة أولها حريات وآخرها دمار.
الحراك، بعد مسار أثار إجماع الداخل والخارج على سلميته، أمام منعرج لا يتحمّل تسرّب متطرفين إلى صفوفه أو تغلغل غوغائيين، يخشى أن تكون الشعارات البراقة التي ترفع كل جمعة تخدم مخططات خطيرة لا مكانة فيها لمصلحة البلاد، التي تواجه محيطا إقليميا عدائيا، لا يترك فرصة إلا وحاول متربصون عبثا تمرير مشاريعهم الدنيئة.
حقد أعمى بصيرة فئة من الناس راحت تبيع الغالي بالرخيص، طمعا في نيل تأييد هذا وكسب تمويل خيانة من ذاك، من أجل إشباع غريزة السلطة، تُمنح وفقا لقواعد تعارفت عليها البشرية عبر انتخابات يدلو كل واحد فيها بدلوه في إطار معايير يتوفر الحد الأدنى منها على الأقل في انتظار المزيد.
هذه الفئة الضالة متجرّدة من كل قيم وطن أكبر بكثير من أحلام أدوات النيوكولنيالية، باعت نفسها للشيطان فالتقطتها مخابره لتحوّلهم إلى خناجر مُبمرمجة تغرز في جسد الوطن الأم، لكن هيهات، بينما تضاعف أطراف في المنطقة تحالفت مع الإرهاب والمخدرات والصهيونية أداء لعبتها القذرة، بتزييف خرائط تكرّس احتلال بلد جار، كما حصل في اجتماع إقليمي للجمارك، في المغرب، أمر لا يمكن أن يمر مهما بلغ التزييف.
الذي يهمّنا كجزائريين موازاة مع حق الاختلاف والنقاش وليس التراشق أن توجه رسالة إلى أولئك أنّ الشعب الجزائري بطالحه وصالحه، مكتسبا مناعة جيل حرّر الأرض والإنسان، لن تنطلي عليه اللعبة، فقد أذاب مناخ الحرية مساحيق الزيف على البعض ونزع أقنعة البعض الآخر، لتستمر الهامة عالية لا تنحني ولن تنكسر.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.