إمتزج هدير طوافة الشرطة فوق العاصمة الجزائر بهتافات حراكيين يشاركون في الجمعة 112 من عمر الحراك الشعبي.
تجددت الصور الفسيفسائية المُزركشة لشوارع وسط العاصمة المحيطة بالبريد المركزي، هذا الجمعة، ومعها تجددت آمال المشاركين في رؤية التغيير المنشود يتجسد، في بلاد الأخضر والأحمر والأبيض..
من شارع باستور، مرورا بالجامعة المركزية وساحة أودان ووصولا الى ساحة البريد المركزي تتلاقى أحاديث طويلة عن انتخابات الثاني عشر جوان، من زوايا مختلفة، تشكل في نهاية المطاف، صورة فسيفسائبة عن السياسة وما تراه في الموضوع الواحد.
مطالب التغيير متناثرة على هذه اللافتة وتلك، بألوان مختلفة، هذا يكتبها بخط يده، وذلك يستعين بـ”سيريغراف”، وثالت يُشكلها من قصاصات ورق مقوّى، بروح فيها لمسة إبداع شعبي غاية في البساطة، للتعبير عن مواضيع وانشغالات عامة.
ملتقطو الصور، لغايات شخصية، ومهنية، هنا وهناك يلتقطون صورا بعضها ستُخلده وسائل الإعلام الوطنية والدولية ومواقع التواصل الإجتماعي، عن حراك يهُزّ العام بسلميته وألوان قوس قزح التي يزرعها في كل ما يشاهد، عن قرب، أو عن بُعد..
الشرطة حاضرة لتأمين الحراك ومحيطه، وهدير مروحيتها صوتٌ غالبٌ على ما سواه، تُراقب من فوق الرؤوس، من سماء زرقاء نسبيا، مساحة تنقل الحراكيين على الأرض، وهتافاتهم التي تعلو من حين لآخر وتشد آذان الواقفين على جنب، يناقشون ما يرونه من شعارات أو موضوعا من مواضيع الساعة، وعلى رأسها الانتخابات التشريعية والمترشحين لها.
هو موضوع غالب في النقاش على هامش الحراك الشعبي، بين مجموعات صغيرة تأوي الى ظلال أشجار الزينة على طول الشارع المطل على أقدم جامعة جزائرية، جامعة بن يوسف بن خدة..
وذلك الشيخ صاحب الطربوش الأحمر والبدلة الأنيقة، يحمل قفة تقليدية الصنع، من نسج أنامل خبير في لي “الدوم”، يمشي على مهل، وعلم الجزائر متدلي من عنقه، وبشد انظار الشباب إليه، لما على جسده من تناسق في الألوان، أحمر وأبيض ، وأسود، من طربوش الراس الى الحذاء.. في أناقة قلما تجتمع لمن في سنه المتقدمة، ومع ذلك يبدو شابا لا يعير بالا لما يقوله اقرانه عن “يا ليت الشباب يعود يوميا لأحدثه بما فعله بيّ الشيب”..