يحلّ رمضان حاملا رسالة أمن وسلام وتضامن ليمنح فُسحة يبرز فيها الفرد دوره الفاعل في المجتمع، مواجها للتحديات غير مستسلم للأمر الواقع، ممسكا بتطلعاته وفقا لقواعد البناء الديمقراطي، مع إدراك تام لضرورة حماية مكاسب الأمن الاقتصادي بالمشاركة الفعالة في إقامة مسار التحول إلى قوة إنتاج، قاطرتها القيمة المضافة، تقي من تداعيات التبعية للمحروقات.
لو يلتزم كل واحد منا بجعل العمل قناعة والاجتهاد وسيلة والمصلحة العامة غاية مع نبذ التقاعس والغش والأنانية، سيكون الشهر الكريم محطة انطلاقة جديدة من كافة الجوانب السلوكية والنفسية والروحية، ترتقي فيه القيم وتسمو النفوس لتلقي بظلالها على المجتمع بجميع فئاته، في كنف الهدوء، ما يُعزز المجهودات الوطنية من أول نواتها، على مستوى الأسرة الجزائرية، في تجاوز كل العوائق والصعوبات بإرادة صلبة قوامها الإنسان.
هذا الأخير يبقى الرقم الثابت في كافة البرامج والمخططات، هو الغاية والوسيلة، ومنه تستمد تلك الشحنة الإضافية التي تدفع بوتيرة التغيير إلى الأمام، التغيير على مستوى الفرد والجماعة في البيت والشارع والمدرسة والمؤسسة الانتاجية وفضاءات العمل السياسي، عنوانه العريض المصلحة الوطنية الكبرى، حاضنة الجميع على اختلاف التوجهات والأفكار والرؤى، مع التفاف متماسك يدفع بوتيرة مسار التحول الشامل يجد ضمنه كل فرد مكانة لائقة.
يمكن قضاء شهر، بكل متاعب الحياة اليومية، يسوده الهدوء والتكافل، ما يعزز أواصر التراحم والتضامن، مصدر اللحمة التي تتقاطع فيها كل الآمال والتطلعات، يرتقب أن تنعكس اليوم في أسواق هي ملتقى كل الجزائريين التواقين لعيش كريم مليئ بالخيرات، لكن مع التزام حذر بشأن مصاريف مع قدرة شرائية تتآكل وكذا وقاية من تداعيات تبذير وأمراض فوضى الغذاء والتخمة لمن أمورهم يسيرة يمكن توجيهها إلى أفعال الخير.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.