أجمع كل من عرفها بأنها عاشقة لرقصات الحرف تكتب في كل فنون الأدب، حيث لم يكتف نبض قلمها بترك بصماته على كل من المسرح والشعر والقصة.
بل صال وجال في عالم البراءة مخلفا زخما لا بأس به من قصص الأطفال، الفئة التي ساهمت في تحقيق حلمها لتكون على رأس مؤسسة تربوية، مديرة ومربية وأما وصديقة مقربة لكل تلاميذ المدرسة التي تشرف عليها ..هي الكاتبة حورية عمران المرأة الحالمة بسطوة جمالية وفنون القلم في كل جوانب الحياة، الماضية في نثر بذور السلام والطمأنينة في واقعنا المكتظ بالأحلام المؤجلة.
– في نظرك هل بإمكان الكتابة أن تغيّر الوعي العربي؟
الكاتبة حورية عمران: الكتابة فن ووسيلة للتأثير والتغيير عندما يكون لنا مجتمعا يجيد فك طلاسم القراءة، تستطيع الكتابة وقتها أن تؤثر وتوجه الأفكار وتصقلها وتغيرها، ما الفائدة من الكتابة إذا القارئ محنط في سبات دائم ويقول لك اكتب ما شئت إني لا أسمعك ولا أقرأ لك، مشكلتنا بالعالم العربي والعالم الثالث إننا لا نقرأ وإذا قرأنا لانعي ما بين السطور.
– كيف تقيّمون الثقافة العربية، بما فيها الأدب والكتابة بكل فنونها؟
حسب رأيي المتواضع الثقافة العربية في الإنعاش، ركاكة المنتوج الثقافي، وتخلي القارئ عن الكتاب غياب دعم الدول لهذا المجال الهام أدى إلى تقهقر الأدب وأسباب كثيرة أخرى أهمها مضاربة دور النشر وانعدام التسويق والإشهار،
لكن لابأس من بعض المحاولات لكسر الجمود والنهوض بالثقافة، باعتبارها غذاء الفكر والوجدان كالمعارض الوطنية والدولية والتظاهرات الثقافية المقامة هنا وهناك.
– هل أنت مع أو ضد الكتابة بالعامية ولماذا؟
العامية جزء من هويتنا وهي تخاطب المجتمع بكل فئاته، شخصيا لا أمانع من مخاطبة المجتمع بالعامية في المسرح لتوصيل الرسالة أكثر، لكن بالفنون الاخرى لابأس من استعمال بعض الامثلة الشعبية أقصد تستعمل في نطاق محدود فهي تفي بالغرض، اللّغة العربية بحر من الحروف الراقصة الجميلة فلما لانكتب بالجمال ونخاطب الناس بالجمال.
– هل أنت مع أم ضد المعالجة الأدبية والفكرية للتابوهات؟
الأدب ليس دينا علينا أن نخوض في كل شيء، وظيفتنا كمثقفين وكتّاب أن نعري الواقع ونشرحه بكل ما يحمله من سلبيات وأخطاء لإحياء في الأدب، أنا ضد ما يسمى بالأدب النظيف، فالأدب يتناول قضايا المجتمع والأمم فلماذا لانغوص في التابوهات هناك خلل وعلينا أن نصحّح ونوجه وننشر الوعي بين الناس إذا أردنا أن نكمل رسالتنا ونصل بمجتمعاتنا إلى برّ الأمان.
– أيهما أكثر قدرة على التعبير والتواصل مع القارئ، الرواية أم القصّة القصيرة، وهل انتهى زمن القصّة القصيرة؟
الرواية والقصّة من فنون الأدب والرواية هي قصّة مطوّلة تتعدّد فيها الشخصيات والاحداث،بحسب رأيي استطاعت الرواية أن تفتك قلوب القراء، لأنها أقرب الى الواقع منهم لسردها لأحداث ووقائع ذات صلة بالقارئ ونقلها لأدق تفاصيل التفاصيل، بالنسبة لعهد القصّة القصيرة لم ينته، لأن لها جمهورها وتبقى كلون أدبي له حضوره.
– هل توجد علاقة بين الأدب والعلوم الإنسانية؟ وما هي أهم المهارات الواجب توّفرها لدى الكاتب؟
لايمكن أن نفصل الأدب عن العلوم الإنسانية فإذا كانت العلوم الإنسانية هي تلك التجارب والخبرات الإنسانية، فإن الأدب هو حكاية لهذه الخبرات والتجارب في قالب سحري مفعم المشاعر بمعنى الأدب هو حكاية وقصّة لتلك العلوم المفعمة المشاعر إضافة إن الأدب والعلوم الانسانية تتقاسم الفكر واللّغة للتعبير عن التجارب والمشاعر، الكاتب عليه ان يتمتع بفن القيادة عليه أن يقنع القارئ بالولوج إلى عمق الكتابة وفك شفرات الحروف عليه ان يترك القارئ في حيرة أن يجبر القارئ على إصدار الاحكام والاستمتاع بالمقروء.
– ماهي أهم المعوّقات التي يصطدم بها الكُتَّاب الشباب؟
مشكلة العالم الثالث نرى الشباب ناقصي الأهلية، لا أفق معك مع مصطلح الكُتَّاب الشباب لأن الكتابة ليس لها عمر والعمر مجرد رقم، مشكلة الكُتَّاب عموما تتمثل في غياب دعم الدولة،والعراقيل الكثيرة التي تواجه الكاتب لطبع كتابه تكاليف الطبع.. نعدام التسويق والإشهار.. الوساطة .. التهميش، فأتمنى من الهيئات المسؤولة عن الثقافة أن لاتغيب كليا عن الساحة، حتى لا يتم احتكار الساحة من قبل أسماء معينة،في حين تبقى صرخات الإبداع من قبل أصحابها المهمشين في وادي غير ذي زرع.
– ما هي أهم الأعمال التي قد ساهمت في تكوين رؤيتك الفكرية والأدبية؟
كل الفنون الأدبية تثير الشغف لدي، فمن المسرح إلى الشعر إلى الرواية، كرائعة فيكتور هيغو البؤساء، وصراخ القبور الأرواح المتمردّة لجبران خليل جبران، غادة السمان .. أحلام مستغانمي على سبيل المثال لا الحصر.
– ماذا عن رصيدكم الأدبي ؟ وكيف يمكنكم حصده؟
في رصيدي الأدبي ديوان شعر الرقص على شفاه مرايا الموج من دار ببلومانيا للنشر والتوزيع بجمهورية مصر العربية، وديوان حنين الأرصفة من مجلة نبضات عربية بجمهورية مصر العربية، إضافة إلى قصص أطفال ومسرحيات ستطبع قريبا إن شاء الله، نترك الحصاد للقراء والنقاد ومتتبعي الشؤون الثقافية عندما تنزل كتبي بالجزائر قريبا.
– ماهي نصيحتك للشباب العربي المحب للإبداع؟
نصيحتي للشباب العربي المحب للإبداع .. ثق بموهبتك وانطلق لا تنحني، أحلم بمجلس أدبي متحد يضم جميع الدول لتكريم الأعمال الإبداعية الخلاقة وترجمتها، أتمنى أن تعقد لقاءات أدبية للوجوه الجديدة وتفتح الساحة للكل بدون تحيز.