بمجرد حلول شهر رمضان الكريم، تسارع المحلات والمساحات الكبرى في دول (غير إسلامية) إلى إطلاق عروض وتخفيضات لصالح الجاليات المسلمة مع وضع لافتات كبيرة تحمل التهاني بقدوم شهر رمضان الكريم، في حين يحدث العكس في بلادنا وفي كل الدول العربية والإسلامية، أين يكون الوضع مغايرا تماما. فبمجرّد اقتراب الشهر الفضيل، يبدأ التجّار في رفع الأسعار وتخزين السلع واحتكارها لبيعها في رمضان بأسعار مضاعفة لأخيه في الدّين والوطن؟
لماذا تحوّل الشهر الفضيل، شهر الرحمة والتكافل، إلى شهر الجشع واللهفة؟. تساؤل يحتاج إلى دراسات يقوم بها باحثون من مختلف التخصصات من أجل إيجاد إجابة شافية لهذه السلوكات الشاذة، التي لا تمت بصلة إلى ديننا الحنيف ولا إلى تقاليدنا وثقافتنا.
أكيد هناك خلل وجب تشخصيه لفهم ما يحصل عندنا كل رمضان، هل المشكل في الطلب المتزايد على المواد والإقبال الهائل على الاستهلاك، ما يؤدي إلى زيادة الطلب وبالنتيجة رفع الأسعار، أم أنّ التجّار هم من يفتعلون الندرة بسبب الاحتكار فيؤدّي ذلك إلى التهاب الأسعار؟ بين هذا وذاك هناك معضلة تتكرّر كل رمضان؟
من التناقضات التي نقف عليها كل رمضان – للأسف- أن المساجد تمتلئ عن آخرها في صلاة التراويح ومن يعمّرها نجد التاجر، العامل والموظّف والمسؤولين بكل مستوياتهم وجميعهم يستمع إلى مواعظ ودروس الأئمة والشيوخ، التي تدعوهم إلى التكافل والتراحم فيما بينهم ولكن بمجرّد أن تنقضي الصلاة تجد سلوكا منافيا تماما، بدايته تكون بالفوضى والتدافع عند الخروج من أبواب المسجد من تلك اللحظة يعود كل واحد إلى غيّه – إلاّ من رحم ربك – لأنّك عندما تذهب إلى السوق، في اليوم الموالي، تصاب بالذهول لهول الغش والاحتيال، حينها فقط تتساءل أين الذين عمروا المساجد في الليلة الماضية؟!
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.