تنفّس الكثير من المصلين الصعداء، بعد سماح الجهات الوصية، بإقامة صلاة التراويح في المساجد مع الاحترام الصارم للبرتوكول الصّحي الموصى به، خاصة بعد سنة كانت استثنائية بكل المقاييس أغلقت فيها بيوت الله أمام المصلين الذين لزموا منازلهم يتضرّعون إليه سبحانه لرفع البلاء والوباء.
بالرغم من فتح المساجد، إلا أن البعض يحاول التقليل من شأن هذه الخطوة من خلال المقارنة بينها وبين الأسواق ووسائل النقل ومختلف الأماكن التي تعرف اكتظاظا كبيرا للمواطنين، ما يجعلها بمثابة «دس السم بالعسل»، فيتساءلون كيف يسمح لهؤلاء بالتواجد الكثيف في تلك الأماكن، بينما يمنع المساجد من ترصيص الصفوف في الصلاة، متناسين توصيات الأطباء والخبراء المتعلقة باحترام الإجراءات الوقائية للحد من انتشار العدوى.
ألم يكن من الأولى التساؤل عن سبب اللامبالاة التي وصلت درجة التصرف وكأن فيروس كورونا غير موجود، كيف لحالة اللاوعي التي نعيشها كل يوم أن تستمر وسط المواطنين مع وجود سلالتين متحوّرتين يرتفع عدد إصاباتها الجديدة في كل مرّة، في بعض الأحيان بل في أغلبها تُقلب المعادلة ليصبح ما هو مطلوب محلّ استفهام، وما هو غير مقبول محلّ استحسان.
على من يتساءل عن سبب منع التراص و»الكتف للكتف والقدم للقدم» ان يعرف ان المساجد هي أحسن مكان يطبق فيه البروتوكول الصّحي الخاص بمنع انتشار عدوى كوفيد-19، لأن المشتاقين لبيوت الله يحافظون على مكسب فتحها حتى تبقى ملاذا للمصلين والذاكرين والمتضرعين لله تعالى حتى يرفع عن عباده البلاء.
وعوض التركيز على المساجد والتزام المصلين الصارم بالبروتوكول الصّحي والترويج لإشاعة «فتح المساجد يجب رفع شعار التحسيس والتوعية حتى يشعر المواطن بأهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية حتى نستطيع الخروج من الازمة الصّحية بأقل الخسائر الممكنة، خاصة وأن الضفة الأخرى من حوض المتوسط تعرف موجة ثالثة تقودها سلالات متحوّرة.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.