في الأعوام الأخيرة من رمضان رأينا قنوات تتسابق على رفع نسب المشاهدة، ضاربة عرض الحائط قيما سامية يحملها هذا الشهر الفضيل، وتقاليد..
أبرز هذه البرامج كاميرات مخفية أصبحت “موضة” تتهافت عليها البلاتوهات.
مقالب حول مواضيع تخدش حياء المشاهد، وتروج للعنف والانحلال الأخلاقي.
هي مشاهد صدمت مشاهد تعود الاستمتاع بـ”سكاتش” هزلي أو مسلسل فكاهي، أو كاميرا خفية طريفة.
اليوم، في الغالب العائلة لا تستطيع الاجتماع لمشاهدة البرامج الرمضانية.
هذا منعزل في غرفته، وذاك يشاهد خلسة، وثالث يتجه نحو مواقع التواصل الاجتماعي، وآخر يفضل مشاهدة فيديوهات على يوتيوب.
يعود بنا الحنين إلى برامج طالما جمعت الشمل، بل وجعلت أفراد العائلة يتشاركون ضحكا هستيريا، يصنع جوا حميميا في سهرات سمر عائلية، افتقدناها كثيرا.
“بلا حدود”، “الطاكسي المجنون”، “أعصاب وأوتار”، “عيسى ستوري”، “ناس ملاح سيتي”..
من من جيل الثمانينيات أو التسعينيات لا يتذكر كم ضحكنا مع ” مصطفى غير هاك”، وحزيم وحميد؟
هذا العام استعانت قنوات خاصة بـ”أسماء” قادمة من عوالم مظلمة، “تعمل” ليلا، وتنام نهارا وانتجت دفعة أخرى من التعدي على مقاييس الانتاج التلفزيوني والفني، وأشياء اخرى مرتبطة بالذوق العام..
هذه السنة مع موسم ثاني من مسلسل “أحوال الناس”! و”ديدين كلاش”، “رابور” مبتذل، يغني بكلمات نابية، يندى لها الجبين.
يذهب صالح أوقروت، وتحضر شارلومونتي، يموت عيسى ميقاري، الذي يقدم السكاتش والنصيحة والحكمة، ويعود الباحثون عن العنف.. ولو من خلال إشهار، يروج لمكمل غذائي، يتحدث عن الغازات لدى الصائم في رمضان..
حصص، وأخرى، عاشور العاشر، الذي ينتقد وضعا خياليا، يقترب من الواقع، لم يظهر حضورهم الشاشاتي بعدُ، وسط تنامي ظاهرة الهروب من القنوات نحو يوتيوب ومنصات التواصل الاجتماعي، التي تجمع الناس على “الخيال”، وتُبعدهم عن الواقع، ولو كانوا من أسرة واحدة، يقول فيها الإبن لوالده “صح فطورك”، بفايسبوك، وهو جالس غير بعيد عنه..