احتضن المركز الثقافي محمد الشيخ بدلس، اليوم، ندوة فكرية بعنوان “الفكر الإصلاحي عند جمعية العلماء المسلمين الجزائريين”، من تنظيم الفرع البلدي للجمعية.
عرّج كل من الأستاذ والكاتب الصحفي بجريدة البصائر عبد القادر قلاتي، والباحث المتخصص في الدراسات التاريخية مولود عويمر، على مآثر جمعية العلماء وفكرها الاصلاحي.
وأيضا نظرتها إلى أسس بناء الدولة الجزائرية الحديثة، وأهم شروط النهضة العلمية التي لا تأتي سوى بالعلم وبناء الفرد الواعي حسب المتدخلين.
ركز قلاتي على خطاب الإصلاح ومفهوم “الحرية ” عند العلامة ابن باديس، وقال “العلامة هو أول من نادى باستقلال الجزائر”، و”ان فكرة الحرية عند ابن باديس متقدمة جدا على كل ما قدمه الفكر الانساني الإسلامي والغربي بمذاهبه المختلفة”.
استشهد المحاضر بمقولة العلامة الجامعة عن الحرية “فحق كل إنسان في الحرية كحقه في الحياة” التي وصفها “بقرينة الحياة”، وعرض اسهامات جمعية العلماء في مناهضة الاستعمار الفرنسي والدفاع على المقومات الحضارية للأمة الجزائرية.
وتطرق أيضا إلى أزمة تسويق فكر العلامة ابن باديس للخارج، للتعريف به وبمنظوره الاجتماعي والسياسي كمفكر سابق لعصره، والدعوة إلى “ضرورة الاهتمام بفكره في مختلف الدراسات الجامعية لنقل تراثه الاصلاحي للأجيال لاستلهام العبر والدروس”.
في حين غاص أستاذ التاريخ مولود عويمر في طريقة البناء الفكري والهيكلي لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، التي جمعت مثلما قال”عدة تيارات واتجاهات فكرية وعلمية، لكنها متكاملة من حيث نظرتها للمشروع الاصلاحي وأهداف بناء الدولة الجزائرية المستقلة الحديثة”.
وتساءل أيضا عن الظروف المحيطة بتأسيس جمعية العلماء، ومدى تأثير التيارات الإصلاحية الأخرى في البلدان العربية على اتجاهها، خاصة وأن اغلب المجتمعات كانت تتقاسم نفس الظروف الاستعمارية وتطلعها إلى التحرر من الاستعمار، على حد تعبيره.