اعتبرت أميمة عبد السلام، ممثّلة «البوليساريو» بجنيف، أنّ النّزاع في الصحراء الغربية دخل مرحلة جديدة مع عودة الكفاح المسلّح.
أكّدت أميمة عبد السلام في حوار مع «الشعب»، إن مستقبل النزاع أصبح مفتوحا على كل الاحتمالات أمام استمرار صمت المجتمع الدولي.
دول تسهم في نهب الثروات الطبيعية للشعب الصحراوي
الشعب: الصّحراويون ينتظرون جلسة مجلس الأمن المقررة يوم الأربعاء المقبل حول قضيتهم التي تنتظر الحل مند سنوات، ما المتوقع من هذه الجلسة؟
ممثّلة البوليساريو بجنيف أميمة عبد السلام: الصّحراويّون فقدوا الثقة في مجلس الأمن الذي فشل في تعيين مبعوث أممي جديد، وبالتالي هو تأكيد لفشل الأمم المتحدة، وهذا حسب موقفي يؤكّد أنّ الجلسة القادمة لن تحمل أي تغييرات جذرية، وستكون مجرد إحاطة يقدمها الامين العام انطونيو غوتيريش حول القضية، وهي تنذرج ضمن اللقاء السنوي لبحث تطورات القضية. ومع غياب الارادة السياسية للمجتمع الدولي في تسوية النزاع، لا ننتظر أي موقف يدعم الصحراويين في نضالهم المستمر. وكيف يمكن ذلك ونحن قد خسرنا ثلاثة عقود في انتظار حل نهائي منذ اتفاق وقف اطلاق النار سنة 1991، حيث خدعنا ولم يتمكّن المجتمع الدولي حتى من حماية حقوق الصحراويين في المناطق المحتلة جراء الانتهاكات المغربية اليومية، والعالم لا يزال يدير ظهره وعدد من الدول تسهم في نهب الثّروات الطبيعية للشّعب الصحراوي.
كيف تقيّمون تطوّرات الحرب التي تفجّرت في 13 نوفمبر الماضي؟ وماذا عن حادثة اغتيال الداه البندير؟
صراحة ما يحدث في الصّحراء الغربية لا يخرج عن نطاق الفوضى منذ خرق المغرب لاتفاق وقف إطلاق النار في 13 نوفمبر الجاري، وبالتالي أصبح الصراع مفتوحا على كل الاحتمالات لاسيما تدهور وضع حقوق الإنسان بشكل مخيف أمام استمرار الصمت الدولي، خاصة الأمم المتحدة التي تتفرج على ما يحدث دون تحريك ساكن لحماية الصحراويين جراء الانتهاكات المستمرة.
أما فيما يخص حادثة استشهاد القائد الداه البندير، فقد كانت متوقعة بالنظر الى استمرار الحرب وارتفاع وتيرتها في مشهد تدافع فيه البوليساريو عن نفسها ضد قوات الجيش المغربي المحتل، لكن هذا لا يعني البتة أنّنا سنبقى متفرجين حيال ما يحدث، ولكن نحن مستعدون للدفع بجحافل من الشهداء لنيل الاستقلال ونحن نعرف أن ذلك لن يكون سهلا.
قلتم إنّ الأمم المتحدة تلتزم الصمت، ماذا عن مفوضية حقوق الإنسان بجنيف؟
المفوضية أكّدت لنا بكل شفافية ومصداقية عن طريق رئيستها بأنها عاجزة تماما عن حماية الشعب الصحراوي، أو حتى التحرك للفت انتباه المجتمع الدولي، وقالت بالحرف الواحد «لقد خذلنا الشعب الصحراوي»، وهو اعتراف خطير، يؤكد قناعتنا بأن الأمم المتحدة تدير ظهرها لقضيتنا، بدليل فشلها في تعيين مبعوث أممي جديد منذ استقالة المبعوث السابق هورست كوهلر. والأمرّ من ذلك، أنّ المفوضية تعترف بفقدانها للصلاحيات للدفع بملف حقوق الإنسان إلى الأمام، حيث أن بعثة «المينورسو» هي البعثة الأممية الوحيدة في بؤر النزاعات الغير مخولة بمراقبة حقوق الإنسان.