صعب جدا أن تقنع من يرضى بـ90 دينار للكيلوغرام بطاطس ان ما قالته الفنانة نضال عن الخبز حرية رأي..
في اليوم الذي توفيت فيه نعيمة عبابسة، بعد مرض عضال، وتفاعل فيه جزائريون كثر مع هذه الفاجعة، بقيت مكاتب البريد عاجزة عن تلبية ما تطلبه جحافل قاصديها من أموال، بعد ايام إضراب شنه عمال البريد..
الطوابير التي تساوت مع أرقام حاملي تذاكر الانتظار، لم تثر الأنظار كما أثارته جملة قالتها الفنانة نضال عن الخبز بـ50 دينار، في حصة تلفزيونية، تلقفتها صفحات فايسبوكية.
حملة هوجاء، لا حكمة فيها ولا تعقل، على امرأة قالت ما يقوله، عادة، أي جزائري يرى الخبز مرمي في أماكن الفضلات، أو جنبها.
ردود أفعال زرقاء كثيرة نالت من نضال، التي ردت على ما قيل عنها في يوم رمضاني، لم يقل منشطوه بفايسبوك: اللهم إني صائم.
خبر اليوم، الذي تناقلته وسائل الإعلام ووسائطها، هو تخفيض سعر البطاطا الى 40 او 50 دينار، بقرار من ديوان الخضر والفواكه وإخراج مخزون هذه المادة الى الأسواق.
والغريب العجيب ان التفاعل الذي دار ويدور، ليس على تخفيض السعر، بل على ارتفاعه في “معاقل انتاج البطاطا”، مثل معسكر والوادي وغيرها.
أين الخلل؟
المشكلة ليست في التعليق والتعبير عن أمر وقع، في حينه، بل في “إحياء” موضوع ميت أو رأي عابر، وتناسي ما قد يجني منه عامة الناس “منفعة عامة”، يقول مهتم بما يدور هذه الأيام من تفاعلات موضوعاتية عن مواضيع تثار في شهر رمضان، لكنها لا تُقاد من منطق تضامن، بل من زاوية مضاربة تبدأ بفكرة يبتلعها صائدو “جام”، فتنطلي الخدعة على شعيب الخديم طبعة فايسبوك 2021..
الغريب، ان من يعترف انه مبذر خبز وحليب وحلويات، يشتريها زائدة عن حاجته الغذائية، في رمضان، يرفض ان يقول له آخر، مجازا: أنا مع “بقيطة خبز” بخمسين دينارا!
الجوار المشتعل أمنيا، لا وجود له في الأمسيات الرمضانية، اللهم لدى المهتمين بالشؤون الدولية من الطلبة وبعض المتابعين الجيدين، من هواة سي آن آن والجزيرة والبيبي سي.
ما يحدث في فرنسا، توارى خلف فتوى “الزلابية”، التي أصبحت بقدرة قادر “سببا في السرطان”، على رأي جمعية المستهلك !
وعلى ذكر الفتاوى، يزيد منسوب التعاطي مع فتوى “الكتف للكتف” في صلاة التراويح، لدى من يجاهرون بآرائهم عن كورونا “غير الموجودة”، وبالتالي يرفضون “صلاة التباعد” ولو كانت هي الحل، للإبقاء على المساجد مفتوحة الأبواب، في زمن كورونا!
هذا العام للذكرى والتذكير، هو ثاني رمضان في الحجر الصحي، تنام فيه مساجد الجمهورية على صلاة تراويح لا “تجارة” فيها، بأفضل مقرئ، والشيخ الفلاني أفضل من العلاني.. مثلما حصل في سنوات قليلة ماضية.. ولو أن الظاهرة، بالنسبة لكثيرين، ليست معيوبة!