تعددت الأسباب وتضاربت المصادر حول استمرار المنحى التصاعدي لأسعار المنتجات الزراعية الواسعة الاستهلاك بعاصمة الغرب الجزائري، وهران، وسط تشابك الاتهامات بين المنتج والتاجر، لاسيما بعد انقضاء الأسبوع الأول من الشهر الفضيل.
في ضوء ذلك، حاولت الشعب”اون لاين” جس نبض سوق الجملة للخضر والفواكه، الكائن مقره ببلدية الكرمة، جنوبي الولاية، أين رصدت تضاربا واضحا في تصريحات الوكلاء، ولاسيما تجار البطاطا والطماطم، وسط تطمينات بانخفاض الأسعار قريبا.
* المضاربة وتعدد الوسطاء
وقد اعتبر الأغلبية الساحقة، أن ظاهرة “المضاربة” و”تعدد الوسطاء” في تجارة الجملة ومختلف مستويات التسويق، تفسّر ارتفاع أسعار الخضر والفواكه التي تشهدها وهران، والجزائر عامة.
* ارتفاع الطلب
كما أوضح عدد منهم، أن الاكتفاء الذاتي من حيث الخضر، أدى إلى استغلال هذه الظرفية الاستثنائية لرفع هوامش الربح بين البيع بالجملة والتقسيط، خاصة بعد الركود الذي اجتاح القطاع، خلال ذروة تفشي فيروس كوفيد_19.
* بيع المنتجات الزراعية في الأرض
وتطرقوا في هذا الصدد إلى ظاهرة بيع المنتجات الزراعية في الأرض، ولاسيما خلال فترات ارتفاع الطلب، على غرار مادة البطاطا، مع تحكم فئة قليلة من رجال المال في السوق.
*غلاء البذور وتكاليف النقل
كما نوه آخرون إلى عوامل أخرى تساهم _حسبهم_ في ارتفاع أسعار المنتجات الزراعية، وعلى رأسها ظاهرة التقلبات الجويّة، وكذا ارتفاع تكاليف النقل، ناهيك عن الفقر الحاد المسجل في غرف التبريد وتخزين الخضر والفواكه.
وبالمقابل، اشتكى عدد من الفلاحين، غلاء البذور ونقصها الحاد، ناهيك عن تذبذب التساقطات المطرية، وارتفاع نسبة ملوحة المياه الجوفوية، مبينين في الوقت نفسه أن الفلاح الخاسر الأكبر في عمليات البيع، بسبب كثرة الوسطاء والسماسرة.
*مدير السوق يقر بوفرة المنتوجات الفلاحية
بدوره أكد مدير سوق الجملة، بوسعادة عبد الحق، وفرة” المنتوجات الفلاحية بهذه المؤسسة الاقتصادية الهامة التي دخلت النشاط الفعلي في شهر جوان من سنة 2012، إلا أنه ربط ارتفاع أسعار البطاطا باحتكار الفلاح، في المصدر وارتفاع الطلب عليها بالسوق، فيما قال أن الطماطم ليست في موسمها.
واستنادا إلى نفس المصدر، فإن كمّيات الإنزال بالسوق، تعرف ارتفاعا متواصلا ؛ حيث دخلت السوق اليوم “الثلاثاء” 20 أفريل زهاء 926 طن من الخضر، و223 طن من الفواكه، من بينها 328 طن من البطاطا و 54 طن من الطاطم و61 طن من الجزر و50 طن من التمور.
* توقعات بانخفاض أسعار الطماطم
كما وتوقّع السيد بوسعادة، أن تعرف الأسعار انخفاضا كبيرا بعد أيام قليلة، وخاصة ما تعلق بالمحاصيل الكبرى، على غرار الطماطم الموسمية، وذلك نظرا لتوفر الظروف المناخية المواتية.
*الوصاية بالمرصاد
بدوره، نظم المدير الولائي للتجارة، دقمان عكاشة، اليوم الثلاثاء، رفقة المفتشين وأعوان الرقابة، التابعين لمصالحه، زيارة فجائية لسوق الجملة للخضر والفواكه، وقف خلالها على خروقات وتجاوزات خطيرة، أبرزها الارتفاع الكبير للأسعار، وعدم استعمال الفاتورة أو الوثيقة التي تثبت ثمن ومصدر المنتج.
*التخفيض الاجباري لسعر البطاطا
وفي ضوء ذلك، أمر المسؤول الأول على القطاع بالشروع “فورا” في حجز كميات هامة من هذه المادة، والإنقاص الإجباري لسعرها إلى 55 دج بالنسبة للنوعية ذات الجودة العالية و30 دج للبطاطا المخزنة بغرف التبريد، مع إشهار الأسعار بمدخل المحلات.
*الفوترة وإشهار الأسعار
وأكد نفس المسؤول على ضرورة التعامل بالفوترة كوثيقة إجبارية تسلم بمجرد إجراء عملية الشراء من المنتج مباشرة، لإطفاء المزيد من الشفافية في المعاملات بين الفعاليات التجارية من جهة، و المستهلك النهائي من جهة أخرى.
*إجراءات صارمة وسط تهديدات بالاضراب عن بيع البطاطا
وقد تفاجأ المدير التنفيذي باحتجاجات وموجهات كلامية من قبل فئة من التجار، اعتبروا أنّ المشكل الرئيس، يكمن في الفلاح والوسطاء، وأنهم سيضربون عن بيع البطاطا، وهو ما جعل هذا الأخير يقول: “الدوافع الرئيسية لهذه التصرفات السلبية، قد تكون مغرضة، هدفها التخويف وإثارة الفتن وزعزعة الاستقرار.”
واعتبر أنّ “الزيادة في الأسعار لا مبرر له، لاسيما بعد انقضاء أسبوع كامل من الشهر الفضيل”، مؤكدا بالقول “المضاربة فوق الأرض، وتحت الأرض، ولابد من الوقوف بالمرصاد لظاهرة المضاربة عبر تعزيز المراقبة والتكثيف من الحملات التوعوية والتحسيسية”.
وفي ختام زيارته، حذر المدير الولائي للتجارة، دقمان عكاشة، التجار، بشدة من عدم الالتزام بهذه التعليمات، مهددا إياهم بإجراءات صارمة، تصل إلى المتابعات القضائية و الحجز، مع وضعهم بخانقة المضاربين.