أكّدت أخصائية التغذية الدكتورة منيرة عمرات، في حوار مع «الشعب»، أنّ شبابنا مهدد بالإصابة بالأمراص المزمنة إذا استمر في اتباع نمط غذائي غير صحي.
وأشارت إلى أنها أمراض كانت في وقت سابق تمس كبار السن الذين تفوق أعمارهم الـ 70 سنة، محذرة من المأكولات الغنية بالسكريات والدهون والتي قد تتسبب في الإصابة بالسكتة القلبية والدماغية.
– الشعب: ما مدى أهمية التغذية الصحية لتعزيز المناعة ضد فيروس كورونا؟
الدكتورة منيرة عمرات: التغذية الصحية يجب أن تطبق على مدار السنة، وأن لا تقتصر على فترة معينة كونها تقينا من العديد من الأمراض الخطيرة كالسرطان، وتساهم في تقوية جهازنا المناعي ليتمكّن من مقاومة الفيروسات من بينهم فيروس كورونا الذي يسبّب مضاعفات خطيرة في أغلب الأحيان لدى الأشخاص الذين لديهم مناعة ضعيفة وهم المصابون بأمراض مزمنة، ويجب أن يعلم الجميع أن بعض هذه الأمراض تنتج عن سوء التغذية.
ومن أجل الحفاظ على صحة جيدة وتجنب المخاطر الصحية المرتبطة بالنمط الغذائي، يجب الاعتماد على كل ما هو طبيعي من خلال استهلاك يومي للخضر والفواكه والحبوب الكاملة وشرب كميات كبيرة من الماء والشاي الأخضر بدون سك،ر واستعمال التوابل النافعة كالكركم والزنجبيل والقرفة والأعشاب النافعة، فلابد من مراجعة النظام الغذائي وهي مسؤولية مشتركة يتحمّلها، الجميع خاصة الأولياء الذين يؤدون دورا هاما في ترسيخ ثقافة الغذاء الصحي لأبنائهم حتى يتعودوا على الاستهلاك السليم.
علينا الابتعاد عن المأكولات الغنية بالدهون المهدرجة
– ما نوعية المأكولات التي تتسبّب في إضعاف مناعة الجسم خلال الشهر الكريم؟
الأغذية التي تتسبّب في إضعاف الجهاز المناعي هي التي تحتوي على كميات كبيرة من السكريات كالمشروبات الغازية والعصائر غير الطبيعية التي يجب الابتعاد عنها نهائيا، بالإضافة إلى بعض أنواع الحلويات التي يكثر عليها الطلب في شهر رمضان من بينها قلب اللوز والزلابية التي أعتبرها من الحلويات الخطيرة، وقد تتسبب في أمراض وضرر كبير لدى مستهلكيها خاصة في حالة تناولها بشكل يومي ولمدة شهر.
ويجب أن نعلم أيضا أن المشروبات الغازية تحتوي على كميات كبيرة من السكريات والمضادات الغذائية، وخالية تماما من الفواكه الطبيعية، كما أن كأسا واحدا من المشروب الغازي يتضمن ما يعادل 5 ملاعق كبيرة من السكر، حيث من الضروري تعويضها بالعصير الطبيعي والماء المعدني.
وعلينا الابتعاد عن المأكولات الغنية بالدهون المهدرجة التي عندما تخزن في جسم الإنسان يصعب عليه إزالتها كونها تتراكم على مستوى الجدار الداخلي للأوعية، وقد تتسبب في انسداد الأوعية وتؤدي إلى سكتة قلبية ودماغية، زيادة على مشاكل نفسية وصحية متنوعة، علما أن عدم إتباع نظام غدائي صحي وانعدام الحركة المنتظمة ونوم غير صحي كلها عوامل قد تؤدي إلى الإصابة بأمراض مزمنة كالسمنة، التي قد تؤدي إلى الإصابة بالسكري وفقر الدم.
مواقـع التواصل الاجتماعـي تهدّد صحة الشباب
– ما تفسيركم لانتشار الأمراض المزمنة وسط الشباب في الآونة الأخيرة؟
أعتقد أن التطور التكنولوجي وظهور مواقع التواصل الاجتماعي غيّر أسلوب الحياة بشكل كبير، وأصبح الجميع قليل الحركة حتى بالنسبة للشباب الذين باتوا لا يبتعدون عن الهاتف ولو للحظات قليلة لأن الطفل يتبرمج على الخمول والجلوس دون حركة منذ صغر سنه، وتصبح لديه عادة لذلك فيجب على الأولياء حث أبنائهم على التغذية الصحية مع الأخذ بعين الاعتبار النشاط الحركي والرياضة المدرسية لتخفيض نسبة التوتر، وزيادة نسبة التركيز التلاميذ والحفاظ على صحتهم.
كما أن الجزائريين إذا استمروا في إتباع هذا النمط الغذائي غير الصحي ستكون النتيجة كارثية، وسيصبحون مهددين بالإصابة بأمراض مزمنة خطيرة تصيب الشباب، وهي أمراض كانت في وقت سابق تظهر بشكل أكبر لدى كبار السن الذين تفوق أعمارهم الـ 70 سنة، ولكن أصحاب العشرينات والثلاثينات سيكونون عرضة لها بسبب الإقبال الكبير على محلات الأكل السريع وتناول كل ما هو غير صحي ومضر للجسم، حيث ينصح بأن يتدارك الإنسان نفسه قبل فوات الأوان، وأن يبرمج الطفل على الغذاء الصحي لتفادي الإصابة بالسمنة في السنوات الأولى من عمره، والتي قد تؤدي إلى الإصابة بالسكري.
– هل صحيح أنّ الصيام يخلّصنا من العديد من المشاكل الصحية؟
شهر رمضان فرصة للتخلص من السّموم من خلال الصيام الذي يساعد الجسم على تجديد الخلايا، ويقضي على الخلايا التالفة ويجدّد الطبيعية منها، وهو فرصة لإراحة الجهاز الهضمي ولتقليل الإفرازات الهضمية والمساعدة في الحفاظ على توازن السوائل في الجسم، كما يساعد الصيام على حماية صحة القلب والشرايين لما له من دور في المساعدة على التخلص من دهنيات الدم، وتقليل الكوليسترول في الجسم، والتقليل من مشكلة ارتفاع ضغط الدم في الجسم.
وعلى الصائم أن يستهلك أغذية محفزة لجهاز المناعة عند الافطار ويتجنب السكريات والدسم كون اتباع نمط حياة صحي يضمن لنا تفادي الكثير من المشكلات الصحية ويعود بالنفع على صحتنا، ويخلصنا من بعض المشاكل كالسمنة وزيادة الوزن وأمراض أخرى، ومع انتشار وباء كورونا وما يمكن أن يخلفه من تعقيدات صحية، فمن الضروري العمل على تقوية الجهاز المناعي واستهلاك كل ماهو طبيعي غير اصطناعي للتقليل من مخاطر الوباء.
عكس الحالات الاستثنائية التي لا يمكنها الصوم بعد استشارة طبية، فالشخص السليم القادر على الصوم يمكن أن يطهّر نفسه من السّموم المخزنة في الجسم طيلة السنة، وينصح بالأكل الصحي مع الافطار الغني بالخضر والفواكه، والابتعاد عن الحلويات التي يكثر عليها الطلب في هذا الشهر كقلب اللوز والزلابية والدهون، واستعمال زيت الزيتون عوض زيت المائدة باعتباره غني بالأوميغا 6، فهي مثيرة للالتهاب، وتضعف المناعة لعدة ساعات مع مراقبة الوزن.
– ما رأيكم في الاستعمال المفرط للمكمّلات الغذائية؟
شاع الاستعمال المفرط للمكملات الغذائية منذ تفشي وباء كورونا وأغلبية المواطنين يعتقدون أنه حل فعال لتقوية الجهاز المناعي وتعزيز مقاومة الجسم للفيروس، ولكنهم يجهلون بأن ذلك قد يعود بالسلب على الشخص، وعوض أن تعود عليه هذه المكملات الغدائية بالنفع تؤدي إلى أضرار صحية، لذلك من المستحسن تعويضها بالخضر والفواكه والتوابل الطبيعية والأعشاب العطرية الغنية بالفيتامينات والزنك والمغنيزيوم، وكل العناصر التي تقوي مناعة الجسم وبالنسبة لبعض الحالات التي تتطلب المكملات لابد أن تكون تحت مراقبة الطبيب خاصة المصاب بالسرطان والسكري، قد يؤدي الى تداخل بين المكملات الغذائية والأدوية التي يستهلكها المريض.
وأحذّر مرضى السرطان من الاستعمال الواسع للزنك والغلوتامين لأنه يذهب لصالح الخلية السرطانية، كذلك بالنسبة لغذاء مكملات النحل فهي ممنوعة على الأشخاص الذين يعانون من السرطان خاصة النوع الهرموني، كما لا يجب أخذ أي مكمل غدائي دون استشارة طبية وحتى الأعشاب الطبية أيضا قد تكون مضرة في حال لم تستعمل بالشكل السليم ومن قبل مختصين.