لما تتحرك «شخصيات» تصنع ضجيجا في المشهد، تعطي مثالا سيئا في الدوس على القانون، تدرك حقيقة أنّ هؤلاء، من مروّجي الديمقراطية على المقاس، يضربون خبط عشواء في المسرح همهم الأوحد والوحيد البقاء في السلطة، وقد ذاقوا حلاوتها لما شرب الشعب مرارة التسعينات.
حقيقة المعضلة أمام مسار البناء التعدّدي السليم تكمن في الطبقة الحزبية عامة، ينخرها داء الزعامة ولو على ورق، فيروسها، أنا وبعدي الطوفان، فلم تحقق أغلبيتها مكاسب في التكوين السياسي والتأطير الحزبي، بدليل الخشية من كل موعد انتخابي.
أكثر من هذا، بعضهم يمنح لنفسه شرعية الحديث باسم الديمقراطية وهم يفسدونها على الأرض، ينشرون إشاعات هنا ويصطفون على أبواب مشبوهة هناك، في مشهد لا يليق، بينما الصلة ينبغي أن تكون أبدية مع الشعب، مصدر السلطات.
ما أسهل البناء على أخطاء الغير، لكن ما أصعب الاعتراف بالذنب، جراء تقصير في خدمة البلاد من خارج دوائر السلطة أو حمايتها من أطماع جهات تترصد الفرصة لتمرير مشاريعها، ولن تمر، بالرجوع إلى تراكمات تجارب مرت بها الجزائر.
التحديات التي تلوح في الأفق تجاوز بكثير مصلحة حزب أو طموح شخص أو نزوة حكم، فهي تتعلق أساسا بمصير بلد يحمل على عاتقه تطلعات أجيال صاغتها التجارب المريرة والمواعيد الجميلة، حبلها السري ثورة أول نوفمبر منتج جينات الانتماء غير القابلة للتحوير أو المقايضة.
يقول المثل ‘عاونُونا بالسُكات»، ينطبق على كثير من أصوات، تدّعي حبّ الوطن، أخذت أكثر ممّا قدمت واستفادت طولا وعرضا في ساحة لم تعد بحاجة إلى مناولين من الباطن، كبرت أطماعهم في زمن الفراغ، ولا يحتمل الوطن ألاعيبهم ومناوراتهم، بعد أن انتهت وصاية مزعومة على الرأي العام، متفطنا لتجارة أتت على الأخضر واليابس، لولا أنّ أرض الشهداء تتجدّد دوما وتلك قوّتها.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.