لرصد مؤشرات الاقبال على نظام غذائي غير صحي، يمكن الوقوف على مؤشرات ذلك بداية من السوق ومرورا بالصيدليات والتوقّف بعد ذلك عند محطة قاعات الاستعجالات بالمستشفيات، حيث يتدفّق عدد لابأس به من المرضى المصابين بآلام شديدة على مستوى المعدة والقولون وارتفاع مستوى السكر في الدم وارتفاع الضغط الدموي، الأسباب كثيرة وأغلبها على وجه التحديد بسبب إفراطهم في تناول الدهون والمعجنات والمملحات والسكريات التي تعرف إقبالا كبيرا من طرف الأسر سواء عن طريق شرائها جاهزة أو تحضيرها بالمنزل.
تحوّل شهر رمضان إلى أيام يتسابق فيها البعض على ملأ القفة من السوق وتكديس مائدة الإفطار بالأطباق وحشو البطن بأشهى المأكولات من دون الانتباه لعواقب ذلك أو احترام النظام الغذائي الأمثل الذي يتشكّل من الأغذية الصحية المتكوّنة من الخضر والفواكه ويفضل فيها السكريات الطبيعية وتقليل نسبة الدهون، لكن الإقبال الكبير على السكريات على ضوء غلاء فاحش في أسعار الفواكه، يقود إلى الحديث عن هشاشة النظام الغذائي لدى الكثيرين، وهذا ما أكده العديد من الأطباء الذين حذروا من الافراط في الأكل المفضي إلى الإصابة بالتخمة، وبالتالي بروز أمراض في المعدة وتصلب القولون وما إلى غير ذلك من مخاطر غذائية، قد تصيبنا بفعل التفادي في الإهمال بأمراض مزمنة يصعب علاجها.
تغيير العادات الغذائية ممكن وسهل وفي المتناول، ما ينقص التحكّم في خيارتنا الغذائية وإبعادها عن العشوائية والتوجّه نحو انتقاء ما ينفعنا ويمد أجسادنا بالطاقة اللازمة خلال شهر الصيام، فلا يعقل أن نقتني سموما تؤذي الجسد حتى لا يتعوّد على نظام غذائي سيء، ولعلّ الاختيار الأنسب لكل ما نأكل يساهم في انتقاء النظام الغذائي الصحيح الذي يبعد عنا خطر الأمراض المفاجئة، ويخفّف عناء الضغط على المستشفيات في هذا الشهر الفضيل، لأن قوة وسلامة الجسد نستمدها من أكل طبيعي ومتنوع.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.