المعركة مع فيروس كورونا لم تنته، فقد لاحت في المشهد مؤشرات تنذر بخطر المتحوّر منه خاصة، ضاعف منه تهاون يكاد يكون عاما، ما يغذي العدوى ويعطي لـ كوفيد-19 نفسا إضافيا حتى ينال من البشر ما أمكن.
من النقل إلى الأسواق مرورا بالمساجد، الصورة لا تبشر بخير، ليكون الإنسان المصنّف ضحية الوباء هو نفسه مصدر المرض، زاد الطين بلة خروج قنوات خاصة ببرامج، بعناوين ترفيهية «بايخة» تستهين بالفيروس وتنادي بإلقاء الكمامة جانبا.
المسألة لا تحتمل العبث، فكلّ على درجة من المسؤولية الجماعية في ردّ الخطر الداهم، بالالتزام الإرادي والصارم بقواعد الوقاية والاحتراز من الفيروس، الذي أسقط أنظمة صحية راقية في أكبر البلدان وأقواها اقتصاديا وعلميا ودفع بمؤسسات إلى الانهيار.
المسجد، الذي أعطى في بداية رمضان صورة راقية في الانضباط والالتزام بالتعليمات الصحية، سرعان ما وقع في المحظور بتراجع اليقظة، تحت تأثير قوم لا يعير للأمن الصحي عناية ويعيش على «المكتوب» والدين الحنيف من ذلك براء.
كان الأجدر أن تواصل عموم الجماهير التي تتجه إلى بيت الله في انتهاج قواعد التباعد والنظافة والتحسيس الجواري بالوقاية بأقل كلفة، لكن استغربت انتهاج بعضهم مقارنة غير سليمة مع الأسواق وغيرها، وحوّلها أحد الأمة إلى قضية شارع، لا لسبب إلا لحرص السلطات الصحية العمومية على تطبيق البروتوكول الصحي.
العالم كله يصرخ ويكفي متابعة ما يحصل في الهند والبرازيل نتيجة تعنّت وتهاون، ولأنّ لا أحد من البلدان يمكنه ضمان سلامة الآخر، في زمن «سلك راسك»، لن يكون مفيدا لنا سوى أن يعود كل واحد إلى تحكيم الضمير والامتناع عمّا يغذي عدوى الفيروس، دون أن يجعل البعض ذلك مبرّرا للغياب عن العمل والتهرّب منه، فويل لكل متمارض والشفاء لكل مريض.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.