يستمر المرجفون بشكل دؤوب في بث سمومهم، لضرب القيم الوطنية الخالدة والثوابت الرمزية السيدة التي سقيت بدماء الشهداء.
في الجزائر وتحت لواء نوفمبر، يسكت الكلام عندما يتحدث الوطنيون بشكل عال، بأفعالهم ضد شرذمة يغذيها «المخزن»، بكل أنواع المهلوسات الإيديولوجية، لتحاول بشكل أرعن ضرب وحدة شعب صهرته القرون، ويصدق عليه ما قال فيه ابن باديس، رحمه الله، «وقد كتب أبناء يعرب وأبناء مازيغ آيات اتحادهم على صفحات هذه القرون بما أراقوا من دمائهم في ميادين الشرف لإعلاء كلمة الله، وما أسالوا من محابرهم في مجالس الدرس لخدمة العلم».
يتمادى صعاليك أنظمة متربصة في غيّهم، بإدعاءات واهية، وتصورات فاشلة، لطالما دحضها بشكل فعال إتحاد أبناء الجزائر بكل أعراقهم وبرمزيات رائعة، ولكن كيف التصدي لمن «يصطاد» في الماء العكر وكيف تُـحصن وحدتنا الوطنية من مكاره التشرذم والإنقسام والإنفصام..؟.
قبل كل شيء يجب أن نفكر كدولة ومجتمع، في نبذ خطاب التحريض والكراهية، ومعالجة الانقسامات «الوهمية» بأساليب جامعة، من خلال آليات قانونية تنظيمية، وقيم تعليمية تثقيفية تُعزز قيم الهوية المشتركة، وتُفشل الإيديولوجيات والنزعات العرقية والسياسية المتطرفة، التي تعمل على خرق الصف وضرب استقرار المجتمع.
فضلا عن ذلك وهو – ما يحدث الآن – من تفكيك مخططات الأدوات المخرّبة للأوطان، التي تطالب بمطالب سياسية جنونية من «مغنٍّ غاوٍ»، لا شخصيته الذاتية ولا قيمه تقنع كل حرّ أصيل بالنكوص عن ثوابت الوطن الخالدة من إسلام وعروبة وأمازيغية، وهنا يتجلى تماما أنه ينبغي تجريم تحركاتهم، وإدراجها في تشريع قانوني يتضمن أشد العقوبات، تضع كل متطاول أمام مسؤوليته تجاه المجتمع المنصهر أبا عن جد.
إن تفكيك المشكلات الإجتماعية والإقتصادية، وتعزيز ثقافة التعايش المشترك ودعم القيم الدينية الموحِّدة الجامعة، مع تكريس الديموقراطية التمثيلية التي تقوض المتاجرين بالكوطات والإيديولوجيا، إضافة لترقية الترابط مع سلطة الدولة وعدالة ثوابتها، كاف بأن ينسف مخططاتهم ويهشم أطروحاتهم، لتسقط على جرف هار كما بدأت غرورا لا يثمر.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.