تصرفات غريبة كثيرا ما تصدم المستهلك، بسبب المعاملة الجافة وأحيانا السيئة للتاجر الذي يقلّل من قيمة الزبون، عندما يطلب كمية قليلة من الخضر أو الفواكه أو اللحم وما إلى غير ذلك من المواد الاستهلاكية، لأن بعض التجار يبحثون فقط عن الزبائن الذين يقتنون كميات كبيرة، طمعا في تحقيق أرباح أكبر وكأن الزبون الصغير غير مرغوب فيه، بل وأحيانا يشعر أنه مهدّد بالطرد في أي لحظة من المحل التجاري في حالة أنه انتقد معاملة التاجر غير اللائقة.
أحيانا نصادف تجّار متعجرفين تفتقد طلتهم للإبتسامة ولا يحسنون استقبال الزبائن ويتضايقون من المشتري لأتفه الأسباب، وما يجعل من هذه السلوكات بعيدة عن قواعد المعاملة التجارية المطلوبة، هناك بعض الجزارين كما تجار الخضر والفواكه، عندما يقبل زبون ويطلب رطلا أو كمية قليلة من مادة استهلاكية معينة، تتغيّر ملامح التاجر ويعلو محياه تكشيرة لا تختفي إلا بعد مغادرة الزبون لمحله، يتضايق لأن الكمية صغيرة، والأسوأ من ذلك هناك بعض الجزّارين بوقاحة كبيرة يرفضون بيع اللحم أقل من كمية 1 كلغ، حيث لا يأخذون بعين الاعتبار القدرة الشرائية المتفاوتة من فرد لآخر، وكأن الجميع متساوون في الدخل.
ومما لا يمكن التغاضي عليه، أن التاجر عندما يسمع طلب الزبون، يتجاهله ويلبي طلبات زبائن آخرين دخلوا للمحل التجاري من بعده، وحتى وإن قدم له طلبه، عامله بتذمر وازدراء تارة وتارة أخرى يدير عنه وجهه، وأحيانا يكون هذا سببا في نشوب شجار ينتهي بالصراخ وانصراف المستهلك باستياء كبير، يضاف إلى كل ذلك ضعف قدرته الشرائية والغلاء في الأسواق ورغبته الملحة في توفير طلبات أسرته التي تزداد وترتفع نفقاتها في شهر الصيام.
من المفروض أن الزبون واحد مهما كبرت أو قلّت طلباته والتاجر مجبر في إطار القاعدة التجارية المتعارف عليها، تلبية ذلك من دون زيادة أو نقصان وبعيدا عن تحميل المستهلك ما لا طاقة له.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.