الكل يشتكي ويشتري، هكذا حال المواطنين على مقربة من عيد الفطر المبارك، غلاء أسعار الملابس ولوازم الحلوى، وطوابير لا تكاد تنتهي من الزبائن لاقتناء ما يلزمهم للاحتفال بهذه المناسبة الدينية وإحيائها وفق العادات والتقليد.
بأي حال عدت يا عيد… هو العيد الثاني في زمن كورونا، عدد كبير من المواطنين توقف نشاطهم بسبب الجائحة، وتراجعت على إثر ذلك القدرة الشرائية. لكن الملاحظ للحركية التي تعرفها المحلات والمراكز التجارية التي تبيع الملابس بأسعار باهظة، طوابير طويلة وانتظارا أطول حتى يصل الدور لاقتناء ما يلزم.
السؤال المطروح هنا، هل تسترجع القدرة الشرائية «عافيتها» كلما حلت هذه المناسبات، خاصة والجميع يتحدث عن الغلاء، والجميع يُقبل على الشراء، بل كثيرا ما تحدث خصومات وملاسنات حول سلعة معينة، تصل حد الشجار، والأغرب أن السلعة محل الخصام سعرها يقترب من الخيالي.
الحديث ليس عن الفئة المقتدرة من المجتمع التي تشتري وتدفع الثمن بدون أن تعرفه أو تتفاوض مع التاجر لكسب تخفيض، والقيمة التي تحملها حقيبته، وإنما عن الفئة التي تشتكي دائما من غلاء الأسعار، وتحتج وتطالب بدعم القدرة الشرائية لها أكثر من خلال الزيادة في الراتب وغيرها… من المساعدات التي تعينها لتوفر طلبات أسرها.
أمام هذه الصورة التي تطبع هذه المناسبات كلما حلت، هل يمكن الطلب من التاجر أن يخفض السعر بينما الإقبال كبير على السلع «الباهظة «التي يعرضها في محله، أو الدفاع عن ضرورة الرفع من القدرة الشرائية، وحال الناس يعطي انطباعا من خلال مثل هذه السلوكات بأن الأمور على ما يرام، أم يقع اللوم على الرقابة لعدم الضرب بيد من حديد حتى يقلع التاجر عن جشعه وبحثه عن تحقيق الربح السريع، الذي يساعده المستهلكون من خلال «اللهفة» والتهافت أيّهم يقتني أكثر… والسلام على القدرة الشرائية.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.