نشرت مجلة منظمة العفو الدولية “لاكرونيك” شهادات مروعة لضحايا التجارب النووية الفرنسية بالجزائر في عددها الأخير لشهر ماي الذي خصصته لهذا الملف .
وانتقدت المجلة المؤرخ الفرنسي بنيامين ستورا الذي “لم يخصص تقريره حول مصالحة الذاكرتين، إلا صفحة ونصف لهذه التجارب النووية”.
وحمل غلاف المجلة الذي جاء عددها تحت عنوان “فرنسا-الجزائر: التجارب النووية، السر الدفين”، مدونة بأحرف بارزة: “منذ 60 سنة، وفرنسا ترفض تحمل الآثار الصحية والبيئية للتجارب النووية بالصحراء”.
ودعمت “لاكرونيك” تحقيقها بصور تعكس مأساة التي خلفتها تلك التجارب النووية، مع اضافة فقرات من تقرير “تحت رمال الاشعاعات” الذي انجز في سنة 2020 من قبل جون ماري كولين الخبير في نزع الاسلحة النووية والناطق باسم “الحملة الدولية للقضاء على الاسلحة النووية و باتريس بوفري مدير مرصد التسلح.
كما أكد التقرير، انه “منذ بداية التجارب النووية انتهجت فرنسا سياسة طمر جميع النفايات في الرمال ولم تكشف ابدا عن مكان طمر تلك النفايات و لا حتى كميتها”.
ومن بين الشهادات التي ادلى بها سكان تلك المناطق المتضررة من تلك التجارب النووية، ذكرت المجلة بشهادة صالح محمد ( تمنراست) الذي صرح بما يلي “كنت في السادسة من العمر في تلك الفترة، و كنت ارعى الاغنام على الهضبة عندما جاء الجيش ليأخذنا بالمروحية، تاركين الماشية وراءنا و عند وصولنا الى القرية وضعونا في شاحنات لإجلائنا و في نفس اليوم فقدت ابي و امي و احد اشقائي، وأخذنا عمي انا و اختي”.
كما حاورت المجلة العالم المستقل الوحيد الذي تنقل الى عين المكان من اجل اخذ العينات و تحليلها، الا وهو رولاند ديسبوردس، الناطق باسم لجنة البحث و الاستعلام المستقلة حول الاشعاعات النووية، الذي كذب بشكل قطعي الجيش الفرنسي، الذي زعم ان “التجارب النووية بالصحراء كان لها تأثير جد محدود على البيئة”.
وفي مقال آخر اشارت المجلة الى تقرير المؤرخ الفرنسي بنيامين ستورا مؤكدة ان صفحة و نصف فقط من تقرير يحتوي على 160، قد خصصت الى تلك التجارب النووية.
وتمت الاشارة في ذات السياق، الى ان “التقرير حول مصالحة الذاكرتين بين فرنسا والجزائر، والذي سلم للرئيس ماكرون في 20 يناير الاخير، لم يخصص حيزا كبيرا للآثار البيئية والصحية التي احاطت بالتجارب النووية الـ17، التي قامت بها فرنسا في الصحراء الجزائرية”، مع التأكيد على ان مجلة “لاكرونيك” “كانت قد استفسرت ستورا حول هذا الجانب، الا انه لم يقدم جوابا”.
للتذكير ان فرنسا قد قامت بتاريخ 13 فبراير 1960 بتفجير قنبلتها الذرية الاولى وهي العملي التي اطلق عليها اسم “اليربوع الازرق” في سماء رقان بالصحراء مخلفة كارثة بيئية و بشرية َلا زالت تسبب الامراض، منها السرطانات الناجمة عن الاشعاعات.
في هذا الصدد، أكد عدة خبراء ان التجربة النووية الاولى التي جرت في رقان و التي تراوحت قوتها بين 60.000 و 70.000 طن من المتفجرات (تي ان تي)، توازي قنبلة تبلغ قوها خمس مرات تلك التي اطلقت على هيروشيما.
تجدر الاشارة كذلك، إلى أن المواقع التي جرت فيها تلك التجارب لم يتم تطهيرها و ازالة التلوث منها كليا، حتى ان الاثار الاشعاعية لا زالت كارثية و مأساوية.