اعتبر صالح_قوجيل، رئيس مجلس الأمة، التجارب النووية الفرنسية بالصحراء “مخلفات أليمة للإستعمار”، و”جزء من قضايا الذاكرة”.
قال قوجيل، في حوار لجريدة “إكبراسيون”، إن “هذه التجارب من المخلفات الأليمة للاستعمار، وجزء لا يتجزأ من قضايا الذاكرة التي ستبقى تلقي بظلالها وبوزنها على العلاقات الجزائرية الفرنسية”.
وأضاف أن “التجارب النووية الفرنسية المدمرة تضفي صفة الاجرام على سياسة الاستعمار التي دامت 132 سنة وتمثل أدلة قطعية لجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية من منظور القانون الدولي”.
وفي ملف الذاكرة ، تحدث قوجيل عن “حل عادل لهذا الملف الهام يتطلب التعامل مع التاريخ كما هو، أي كمسعى دائم لا يمكن تجزئته إلى مراحل وهذا ما ينطبق على فترة الاستعمار التي امتدت من 1830 إلى 5 جويلية 1962”.
مجازر 8 ماي
واعتبر مجازر 08 ماي 1945 “مجازر تبقى إلى الأبد فصلاً داميا في تاريخ الاستعمار وسياسة الإبادة التي مارسها في الجزائر”.
وأضاف أن “هذه الجرائم لن تمحى من الذاكرة الجماعية للجزائريات والجزائريين لأنها الدليل القاطع على بشاعة الاستعمار وتعدياته اللامحدودة واللامعدودة على حقوق الانسان دون أن يتم الاعتراف بها من قبل مرتكبيها”.
وتناول الحوار اعتراف الاستعمار بجرائم، وقال رئيس مجلس الأمة إن
“الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اتخذ خطوات هامة في إطار مسعى تصالح الذاكرة عندما صرح بأن الاستعمار جريمة ضد الانسانية، حيث أبدى استعداده ونيته وخاصة تفهمه لمطلب الجزائر المتعلق باسترداد جماجم زعماء ورجالات المقاومة الشعبية”.
وشكر قوجيل الرئيس عبد المجيد تبون على قرار ترسيم الثامن ماي 1945 يوماً وطنياً للذاكرة “حتى لا تُنسى تضحيات الشهداء”.
وقال المتحدث إنه يبقى من “المتفائلين بأن العلاقات الجزائرية- الفرنسية ستعرف غدا أفضل بفضل الارادة السياسية التي يبديها رئيسا البلدين، بالرغم من أن هناك أطراف ستسعى للتشويش على أي تقارب وإنتعاش للعلاقات بين الجزائر وباريس”.
دور النواب مستقبلا
وتحدث عن ما بعد تشريعيات 12 جوان، وقال إن دور المجلس الشعبي الوطني القادم سيبرز من خلال “أعضاء جدد (…) سيتمتعون بصلاحيات جديدة فيما يتعلق بالرقابة وحق متابعة أداء الحكومة إضافة إلى حصر الحصانة البرلمانية في حدود الأداء البرلماني مما يمكنهم من أداء مهامهم بصفة كاملة ومطلقة مما سيدعم السلطة التنفيذية ويعمق من الممارسة الديمقراطية”.
تحركات المغرب وإسرائيل
وتوقف قوجيل أمام “تحركات المغرب وإسرائيل ضد الجزائر” وقال في هذا الباب “إن تحركات المملكة المغربية معروفة وافصح عنها غداة استرجاع الجزائر لاستقلالها خاصة عندما ابان عن اطماعه التوسعية. لذا فان التحالف المضاد للطبيعة الذي اقامه نظام المخزن مع الكيان الصهيوني ما هو إلا تأكيد وترسيم لتعاون بين الطرفين يعود لعشرات السنين.
الطرفان تجمعهما نقاطا مشتركة عدة.. ابرزها انهما دولتان استعماريتان سالبتان للحقوق الشرعية لشعبين ضاربتان عرض الحائط بمبادئ وقرارات الشرعية الدولية.
وهنا أضيف بأن تراجع موقف المغرب فيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية على مستوى الدولي والتي تدل عليها سلسلة الانهزامات والانكسارات الدبلوماسية التي ما يفتأ يسجلها يوميا في افريقيا والعالم، جعله يرجع اسباب ذلك للجزائر التي يتهمها ويصفها بأبشع التهم والصفات.
وما تحالفه مع الكيان الصهيوني إلا فزاعة يرفعها في وجه بلد المليون ونصف المليون شهيد. لكن الجزائر واعية ومستعدة لمواجهة واحباط مخططات واطماع هذان النظامان.
إنّ أعداء الجزائر لا يروق لهم أن تكون الجزائر دولة قوية وآمنة.
وهنا يبدو من الواضح والجلي أن أعداء الوطن يستهدفون الجيش الوطني الشعبي لأنه العمود الفقري للدولة وأساسها. كما أن هؤلاء الأعداء لا يريدون أن تكون الجزائر دولة ديمقراطية. لأن الديمقراطية الحقة تخيفهم كونها هي من توفر المناعة للدولة وتسمح لها بالوقوف في وجه أي تدخل خارجي”.