مثلما استقبل «بطلنا» التاجر الشهر الفضيل برفع سعر مختلف المواد الاستهلاكية، ها هو اليوم «يأبى» توديعه بدون وضع لمسته الخاصة على ملابس العيد التي تعرف إقبالا كبيرا من طرف الأولياء اللاهثين وراء سعادة ظرفية لأبناء تجاوزت همومهم سنهم بكثير.
ولأن الجزائر تعرف وضعا استثنائيا بسبب الأزمة الصحية أراد «بطلنا» مُسايرة «الاستثنائية» هذه السنة بجعل رمضان موعدا لاستهداف مواطن أنهكته قدرة شرائية في تدن مستمر، فعلى غير العادة لم تنخفض أسعار المواد الاستهلاكية، بل أضيف لها أسعار «تنفث نارا» لملابس الأطفال، وكأني بـ»بطلنا» سيبيع الأولياء حذاء «سندريلا» الزجاجي الذي سيحوّل أطفالهم إلى «أميرات» و»أمراء».
ومهما كانت التفسيرات «الكاذبة» التي يقدمها «بطلنا» لن تكون إلا حججا لما لا مبرر له، فإن كانت الدول الغربية، تخفض أسعار مختلف المواد التي تعرف إقبالا من الجالية المسلمة عند حلول الشهر الفضيل، لن نستطيع استساغة أن يجعل «بطلنا» التاجر من بداية شهر النفحات الربانية ونهايته «فكي رحى» تسحق المواطن سحقا.
لكن لا يمكن تجاوز حقيقة أن «تغوّل» التاجر مردّه إلى ثقافة «اللهفة» لدى المواطن التي حولته إلى لقمة «سائغة» في فم تاجر لا «يؤمن» إلا بمنحنى رقم أعماله، ليكون ضعفه وهوانه سببا قويا لتحوّل الاحتكار والمضاربة إلى «لصوصية» من طرف بعض التجار، وليصبح السوق مجالا خصبا لـ«قطاع طرق».
يشارف الشهر الفضيل على الرحيل ليترك وراءه «بطلنا» يحسب أرباحه التي سيعمل جاهدا على أبعادها عن أعين الحاسدين والطامعين، لكن وكما يفعل دائما يتناسى عينا تراه من سابع سماء، هي عين الله التي تطلع على ما تخفي الصدور من آهات وآلام وأحزان وقهر وظلم، سيكون لا محالة ظلمات يوم قيامة.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.