تروي “الحاجة الطاووس” أنه في ليلة السابع إلى الثامن ماي 1945 بمنطقة حمام دباغ غرب مقر ولاية قالمة، جاء المناضل طاهر بن حيمود إلى زوجها مسعود بكوش المدعو “خرشيش” ليخبره عن مظاهرات الغد وحثه على أن تقوم الزوجة بإخفاء الملابس التي قامت بخياطتها للمجاهدين، مخافة أن يتم كشفها من قبل المستعمر.
تقول المناضلة دادو الطاووس لـ”الشعب أونلاين”: “سمعت ما كان يدور بين زوجي والطاهر بن حيمود، في تلك الليلة قمت بالتسلل إلى خارج الفندق “حمام خرشيش المعدني” حاليا، وأنا أزحف على بطني ومعي العلم الجزائري الذي قمت بخياطته في السابق، وعلقته على عمود كهربائي، كان بجانب الفندق مقابل الشلال، تحضيرا ليوم المظاهرات….
وتضيف الحاجة الطاوس أن أول علم جزائري في منطقة “حمام دباغ” هي من قامت بخياطته.
يوم المظاهرات، تفاجأ سكان حمام دباغ لرؤيتهم العلم الوطني مرفوعا بعمود كهربائي، بجانب الفندق (حمام خرشيش حاليا)، ما زرع فيهم الحماسة والإيمان بقرب استقلال بلادهم، لذلك قام مجموعة من شباب حمام دباغ برفع الفؤوس في وجه الدرك الفرنسي مطالبين بالاستقلال.
تقول الحاجة الطاوس: تفاجئت بمجموعة من العسكر أمام الفندق الذي نسكن فيه، حيث تقدم رقيب من ثكنة عين احساسنية أو هواري بومدين حاليا (كلوزيل) سابقا ليقوم بتفتيش الغرف”.
وعلى إثر ذلك اتهمني بتعليق العلم والقيام بزغاريد، إلا أنني قمت بتكذيب التهمة الموجهة لي، فتم اقتياد زوجي للتحقيق معه في قضية العلم إلى “الفيرمة الدياس” مقر (الحرس البلدي بحمام دباغ حاليا)، وتم ممارسة كل أنواع التعنيف في حقه، وفي وقت متأخر من الليل قاموا بإطلاق سراحه”.
وواصلت الحاجة الطاوس شهادتها تقول: المجاهدون ساسي بن حملة، عمار شرفي وولد الزيتوني من عائلة هباش، رحمهم الله، جاؤوا مع عائلاتهم إلى الفندق الذي أصبح حمام خرشيش حاليا لقضاء إجازة، بعد يومين من مظاهرات 08 ماي 1945.
غير أن قوات الجيش الفرنسي ـ حسب الطاوس ـ جاءتها معلومات بأن المتظاهرين الذين تبحث عنهم موجودين في حمام دباغ، حيث أرسلت مجموعة من العسكر للبحث عنهم، أين اكتشف المجاهدون بأنهم مطلوبون وأن القوات الفرنسية تبحث عنهم، فكان رد فعلهم الطبيعي هو الهرب قبل أن يتم كشفهم، تاركين عائلاتهم في الفندق.
وتشير الحاجة الطاوس أن مجموعة من الجيش الفرنسي قامت بكسر أبواب الفندق من أجل التفتيش بحثا عن المطلوبين، إلا أنهم لم يعثروا عليهم.
وتقول الطاوس: تقدمت في تلك الحظة إلى إحدى النساء و استفسرت عن سبب البحث عن زوجها، فأخبرتها أن زوجها كان من المشاركين في مظاهرات الثامن ماي في قالمة”.