في الثامن ماي 1945 وقعت محرقة كبرى في الجزائر، وطافت “شاحنات الموت” في منطاق عديدة، زرعت الإعدامات والموت فيها..
رغم مرور 76 سنة على الأحداث الدامية التي عرفتها الجزائر يوم 8 ماي 1945، في مقدمتها قالمة، سطيف، خراطة من مذابح ومجازر، لكن ذكريات مشاهدة “شاحنات الموت” التي كانت تجمع الجزائريين وتقوم بإعدامهم وحرقهم، ما تزال راسخة في أذهان جزائريين تتوارثوها عبر الاجيال..
محرقة “ماي الاسود” الثامن ماي 1945، التي ارتكبت بكل وحشية، راح ضحيتها من الجزائريين عامة وسكان ولاية قالمة خاصة، أطفال ونساء وشيوخ، كانوا جميعهم عزلا خرجوا الى الشوارع من أجل تذكير فرنسا بوعودها بمنح الاستقلال للجزائريين بعد انتصار الحلفاء على النازية في الحرب العالمية الثانية.
كاف البومبا شاهد حي على محرقة “ماي الأسود “
“كاف البومبة” معلم تاريخي وشاهد حي على أكبر المجازر التي ارتكبها الإستعمار الفرنسي، بالإبادة الجماعية في حق سكان قالمة.
جمعت القوات العسكرية الفرنسية المواطنين المتظاهرين وأوقفتهم فى صف واحد، بمنطقة “كاف البومبة” على قمة جبلية بـ “هيليوبوليس” ثم أعدمتهم رميا بالرصاص، ليسقطوا من على القمة الجبلية.
استمرت الإعدامات بذات المنطقة اسابيع متتالية، ثم قام الإستعمار بردم جثثهم فى دفن جماعي بالمكان.
وقتلت فرنسا المئات من المناضلين الأبرياء ، في هذا المكان الذي تشبعت أرضه يوم 08 ماي 1945 بدماء شهداء .
تقول المناضلة طاوس دادو، عن مجازر الثامن ماي 1945 في شهادتها ما يلي:
“لما علمت فرنسا بقدوم لجنة تحقيق أوروبية لمعاينة المجازر التي إرتكبت في حق الجزائريين، سارع جنود المستعمر إلى المقابر الجماعية “بكاف البومبة ” ليلا.
أخرجوا الجثث ونقلوها على متن شاحنات نقل بضائع أطلق عليها اسم “شاحنات الموت”، إلى منطقة حمام برادع التي وقعت بها “محرقة ” حقيقية، في فرن لصناعة الجبس، كان يمتلكه أحد المعمرين بمنطقة هيليبوليس اسمه “لافي”.
في هذه الأفران أحرقت جثث الأبرياء الذين أعدموا على يد البوليس الفرنسي، لإخفاء آثار الجريمة وعمليات الابادة وكل انواع التجاوزات في حق الشعب الجزائري.
تقول الحاجة الطاوس في أحدى اناشيدها حول مجازر الثامن ماي والإبادة الجماعية التي راح ضحيتها الآلاف من أبناء المنطقة:
“ولد اللافي جانا سكران.. يقتل في الأمة ويطيش في الويدان”..
تقصد المعمر لافي، صاحب الأرض، التي أقيمت عليها أفران الجير وافران المحرقة.
وتضيف الحاجة الطاووس “أن ما أخبرها به ابراهيم عبد الرحيم أن آلاف الإعدامات نفذت في مناطق مختلفة من قرى دواوير قالمة.