طريقة جديدة في التسوّل أخذت تنتشر بشكل مخيف ولافت في بلادنا، تتمثل في بيع أشخاص لمناديل ورقية في محاور الطرقات والشوارع الرئيسة وهي ظاهرة دخيلة على مجتمعنا ولكن سرعان ما انتشرت وتحوّلت إلى ممارسة تكاد تصبح من يومياتنا، دون أن تتحرّك السلطات العمومية لوقف هذه التصرّفات، خاصة بعد المنحى الخطير الذي أخذته، حيث لم تعد تقتصر على التسوّل المقنّع فقط ولكن أصبحت حيلة لسرقة الأغراض من داخل السيارات والاعتداء على ممتلكات المواطنين؟.
هذه الظاهرة الدخيلة على الجزائر، جاءت مع المتسوّلين من اللاجئين السوريين الذين لجأوا إلى هذه الحيلة للتسوّل المقنّع المتمثّلة في بيع كتيّبات دينية أو مناديل أو غيرها من الأغراض التي يعرضونها على أصحاب سيارات يفضّل الكثير منهم إعطاء النقود دون أخذ شيء بالمقابل.
آن الأوان لأخذ ظاهرة التسوّل على محمل الجد بعد الأبعاد الخطيرة التي أخذتها، حيث أصبحت من الواضح أنّها ظاهرة أصبحت تسيّرها وتتحكّم فيها شبكات معقّدة تقتسم مناطق النفوذ والاستغلال، بعدما تحوّلت إلى تجارة مربحة تدر ملايين الدينارات، إلى درجة أصبح معها أناس من ميسوري الحال يمارسون التسوّل للحصول على المال. أكثر من ذلك، تتحدّث روايات متطابقة عن متسوّلين يستقلون حتى الطائرة من أجل التسوّل بعيدا عن أعين من يعرفونهم؟.
لابد من الإسراع في التعامل مع بائعي المناديل أو المتسوّلين الجدد حتى لا تصبح هذه الممارسة حقا مكتسبا يصعب التعاطي معها، كما حصل مع ممارسات غير قانونية أخرى، خاصة وأن بعض المنحرفين يلجأون إلى هذه الحيلة لممارسة السرقة والاعتداء على المواطنين وعلى ممتلكاتهم، خاصة أصحاب السيارات، ناهيك عن ملاحقة السيارات لأمتار والضرب على الزجاج الأمامي في حال تم تجاهلهم من طرف السائقين، فإلى متى تستمر هذه المهزلة؟
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.