هواة الربح السريع يسابقون هذه الأيام الزمن من أجل جني أوفر للأرباح قبل انقضاء رمضان، متجاهلين شهر الصيام، ولا يهمهم أنهم يضعون صحة المستهلك في خطر، فيتلاعبون من دون ضمير، منتهجين سلوكات تعكس طمعا وتنمّ عن جشع رهيب، خاصة عندما يتعلّق الأمر باحترام قواعد النظافة في المواد الاستهلاكية الحسّاسة التي تحضّر في ظروف قد تضرّ بصحة المستهلك.
كثيرة الحوادث التي يقع فيها المستهلك ضحية التجاوزات بسبب مواد غذائية تسمّم جسده، ولا يسلم منها حتى في شهر رمضان، حيث يكون فيه الإقبال كبيرا على الحلويات الرمضانية، وبالتحديد «الزلابية» المتعارف أنها تطهى في الزيت وتحلى بالعسل، لكن انتبه في الآونة الأخيرة بعض المستهلكين إلى تجاوزات بعض من محترفي إعدادها، بعد تعرض أحدهما إلى تسمم غذائي، عقب تناول هذه الحلوى التقليدية الرمضانية، والسبب أن مادة الزيت التي تستعمل في القلي قديمة ولا تستبدل، كما أن النظافة في أرضية بعض المحلات منعدمة، ولا يعرف ظروف إعداد العجين وكذا العسل، لذا إذا استمر الاهمال من طرف هؤلاء التجار، فإن الزبائن سيقاطعون العرض وقاية لصحتهم.
من المحلات التي يجب أن تكثف أعين الرقابة عليها، نذكر محلات صنع الحلويات الرمضانية، بهدف فرض احترام شروط النظافة وإجبار أصحابها المهملين على تقديم خدمة تكون في المستوى، وبالتالي إبعاد مختلف الأخطار التي تهدّد صحة المستهلك، وإذا ثبت الغش خلال زيارات الرقابة الفجائية، يعاقب المخالف بالغلق والغرامة المالية حتى يكون عبرة للمهملين الذين يضعون سلامة زبائنهم في آخر اهتماماتهم.
يجب على المستهلك أن يقوم بالدور المنوط به، حيث يقاطع كل من يرتكب التجاوزات المتعمدة، ويشهر به لدى زبائن آخرين لفضحه وبالتالي المشاركة في تصحيح مثل هذه السلوكات السيئة التي يتقاسم مسؤوليتها الجميع عبر فضحها والتنديد بها والمساهمة في اختفائها.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.